responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 227
وهو في كلتا الحالين يكسب المعاني منقبة، ويرفع قدرها، ويجعل لها في القلوب هزة وارتياحا، فإنك إذا تأملت حالك وحال المعنى قبل التمثيل وبعده ترى بونا شاسعا ومسافة الخلاف متسعة، ألا تراك تحس الفرق بين أن تقول: أرى قوما لهم بهاء ومنظر وليس لهم مخبر، وأن تنشد قول الشاعر:
في شجر السرو منهم مثل ... له رواء وما له ثمر1
فإن جاء في باب المدح كسا المعنى حلة من الفخامة وقضى للمادح بغر المنائح كقوله:
فتى عيش في معروفه بعد موته ... كما كان بعد السيل مجراه مرتعا
وإن جاء في باب الذم كان وقعه أشد وحده، كقوله تعالى: {آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا} , {مَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ} [2].
وإن جاء في مقام الاحتجاج كان ساطع البرهان باهر البيان، كقوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [3].
وإن جاء في مقام الوعظ كان أبلغ في التنبيه والزجر، كقوله تعالى في وصف نعيم الدنيا: {كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا} [4].
وإن جاء في موضع الاعتذار خلب القلب وسحر اللب وسل السخيمة وأزال الموجدة والضغينة، كقول المتنبي:
لا تحسبوا أن رقصي بينكم طربا ... فالطير يرقص مذبوحا من الألم
وهكذا حاله في كل فنون القول وضروب الكلام، ولا سيما باب الوصف، كقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} [5].
وقول الشاعر:
والليل تجري الدراري في مجرته ... كالروض تطفو على نهر أزاهره

1 هو فصيلة الصفصاف.
[2] سورة الأعراف الآية: 176.
[3] سورة العنكبوت الآية: 41.
[4] سورة الحديد الآية: 20.
[5] سورة إبراهيم الآية: 24.
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست