نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 225
لكن، بعد التأمل، يظهر أن مقصد الشاعر أن يثبت ابتداء مطمعا متصلا بانتهاء مؤيس، وذلك يتوقف على البيت كله.
وهذا بخلاف التشبيهات المجتمعة في نحو: محمد كالأسد، والسيف والبحر، فإن المقصد فيها التشبيه بكل واحد على حدته، حتى لو حذف بعضها، لا يتغير الباقي في إفادة معناه، بخلاف المركب، فإن المقصود يختل بإسقاط بعض الأمور، كما أنه لو قدم بعضها وأخر بعضها الآخر لا يتغير المعنى، إذ ليس لهذه التشبيهات نسق مخصوص، ولا ترتيب معين[1] بخلاف المركب.
والمتعدد الحسي: كالموت والطعم والرائحة، في تشبيه النبق الكبير بالتفاح في هذه الأمور الثلاثة.
والمتعدد العقلي: كحدة النظر وكمال الحذر وإخفاء السفاد، عند تشبيه طائر بالغراب، فيما ذكر.
والمتعدد المختلف، كحسن الطلعة ونباهة الشأن عند تشبيه إنسان بالشمس، واعلم أنه قد ينتزع التشبه من نفس التضاد لاشتراك الضدين فيه، فينزل التضاد منزلة التناسب، فيشبه أحد الضدين بالآخر، للتلميح والظرافة، أو للتهكم والاستهزاء، كما يشبه بخيل بحاتم، وعي بقس في الفصاحة، كما قال الإمام المرزوقي، وفي قول شقيق الأسدي:
أتاني من أبي أنس وعيد ... فسل لغيظه الضحاك جسمي2
إن قائل هذا البيت قصد به الاستهزاء والتلميح بما يستظرفه السامعون. [1] فقد ظهر من هذا أن التشبيهات المجتمعة تفارق التشبيه المركب في أمرين: الأول أنه لا يجب فيها ترتيب خاص، والثاني أنه إذا حذف بعضها لا يتغير حال الباقي في إفادة ما كان يفيده قبل الحذف.
2 الوعيد التخويف، وسل ذاب، وهو بصيغة المبني للمجهول، والضحاك هو أبو أنس، وهو بالجر بدل من الهاء ففيه إظهار في موضع الإضمار زيادة الاستهزاء لذكره باسمه العلم.
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 225