نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 218
[2]- ما يصح تشبيه كل جزء من أجزاء أحد طرفيه بما يقابله من أجزاء الطرف الآخر، غير أن الحالة تتغير، كقول أبي الطيب الرقي:
وكأن أجرام النجوم لوامعا ... درر نثرن على بساط أزر
فلو قيل: كأن النجوم درر وكأن السماء بساط أزرق, كان تشبيها صحيحا، ولكن أين هذا من ذاك الذي يملأ نفسك عجبا، إذ يريك هيئة نجوم طالعة متألقة متفرقة في أديم سماء صافية الزرقة.
وإما مختلفان، وهو ضربان:
1- أن يكون المشبه مفردا والمشبه به مركبا، كقول الصنوبري:
وكأن محمر الشقيق ... إذا تصوب أو تصعد
أعلام ياقوت نشر ... ن على رماح من زبرجد1
فالمشبه هو الشقيق عند تصوبه[2] وتصعده، والمشبه به مركب، وهو الصورة الحادثة من نشر أجرام حمر مبسوطة على رءوس سيقان خضر مستطيلة.
2- أن يكون المشبه مركبا، والمشبه به مفردا، كقول أبي تمام يصف الربيع:
يا صاحبي تقصيا نظريكما ... تريا وجوه الأرض كيف تصور
تريا نهارا مشمسا قد شابه ... زهر الربا فكأنما هو مقمر3
يريد أن النبات لشدة خضرته مع كثرته وتكاثفه، صار لونه يميل إلى السواد فنقص من ضوء الشمس حتى صار كأنه ليل مقمر.
فهو قد شبه النهار الذي خالطه زهر الربا "وهذا مركب" بالليل المقمر "وهذا مفرد مقيد بالصفة".
1 محمر الشقيق ورد أحمر في وسطه سواد، يقال له: شقائق النعمان. [2] فهو مفرد مقيد بالظرف؛ لأن أوراق الشقائق إنما تكون هل هيئة العلم إذا مالت إلى السفل أو العلو.
3 تقصيت الشيء بلغت أقصاه، وشابه خالطه، والربا جمع ربوة وهي المكان المرتفع، وخص زهر الربا؛ لأنها أنضر وأشد خضرة، وفي الكلام حذف مضاف أي: لون زهر الربا.
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 218