نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 216
{طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ} [1]، وقول امرئ القيس:
أيقتلني والمشرفي مضاجعي ... ومسنونة زرق كأنياب أغوال
فهاتان لا تدركان بالحس، لعدم وجودهما، لكن لو أدركتا لم تدركا إلا بحاسة البصر.
"الوجداني" كتشبيههم الجوع بالنار، والعطش باللهب وتسعر النار.
والمختلفتان إما بأن يكون المشبه عقليا والمشبه به حسيا، كما يشبه العدل بالقسطاس، والرأي بسواد الليل في قوله:
الرأي كالليل مسود جوانبه ... والليل لا ينجلي إلا بإصباح
أو بالعكس بتقدير المعقول كأنه محسوس ويجعل كالأصل لذلك المحسوس مبالغة، ويكون حينئذ من التشبيه المقلوب كما في تشبيه العطر بحسن الخلق في قول الصاحب بن عباد:
أهديت عطرا مثل طيب ثنائه ... فكأنما أهدي له أخلاقه
والمفردان إما مطلقان، كما في تشبيه الشعر بالليل، والمخاطب بالحالم، في قوله:
تأمل إذا ما نلت بالأمس لذة ... فأفنيتها هل أنت إلا كحالم
وإما مقيدان بوصف أو إضافة أو ظرف أو حال، أو نحو ذلك، مما يكون له تعلق بوجه الشبه، كقولهم لم يفخر بما ليس له، كالحادي، وليس له بعير[2]، فهذه الجملة الحالية محتاج إليها في تحقيق الشبه بينهما، وكقول القاضي الفاضل:
والشمس بين الأرائك قد حكت ... سيفا صقيلا في يد رعشاء
وأما مختلفان، والمقيد هو المشبه، نحو:
كأن فجاج الأرض وهي عريضة ... على الخائف المطلوب كفة حابل3
ونحو قول المتنبي: [1] سورة الصافات الآية: 65. [2] يضرب مثلا للرجل يفخر بما ليس له.
3 الفجاج جمع فج الطريق الواسع بين جبلين. والكفة ما يصاد به "الشبكة".
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 216