responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 177
وعلة ذلك أن الفائدة كانت حاصلة بقوله: يسرع، من غير ذكر الضمير، فالإتيان به يشعر بقصد الاستئناف المنافي للاتصال، فلا يكفي الضمير حينئذ في الربط، بل لا بد من الواو.
وقال أيضا: إن كان الخبر في الجملة الاسمية ظرفا قد قدم على المبتدأ كقولنا: جاء زيد على كتفه سيف، وفي يده سوط، كثر فيها أن تجيء بغير واو، كقول
بشار:
إذا أنكرتني بلدة أو نكرتها ... خرجت من البازي علي سواد1
وقول أبي وائلة في عبد الملك بن المهلب:
لقد صبرت للذل أعواد منبر ... تقوم عليها في يديك قضيب
والوجه أن يقدر الاسم في هذه الأمثلة مرتفعا على الفاعلية بالظرف، فإنه جائز باتفاق صاحب "الكتاب" والأخفش لاعتماده على ما قبله.
ويقدر متعلقه على ما اختاره عبد القاهر: اسم فاعل لا فعلا، إلا إذا قدر ماضيا مع قد.
وقال أيضا: ومما ينبغي أن يراعى في هذا الباب أنك ترى الجملة جاءت حالا بغير واو، ويحسن ذلك من أجل حرف دخل عليها، كقول الفرزدق:
فقلت عسى أن تبصريني كأنما ... بنى حوالي الأسود الحوارد2
لأنه لولا دخول كأن عليها لم تحسن إلا بالواو، كأن يقال: وبني حوالي..وشبيه بهذا أنك ترى الجملة قد جاءت حالا، بعقب مفرد، فلطف مكانها، كقول ابن الرومي:
والله يبقيك لنا سالما ... بُرداك تبجيل وتعظيم3
فبرداك تبجيل في موضع حال ثانية لو لم يتقدمها قوله: سالما، لم يحسن فيها ترك الواو.

1 على سواد أي: بقية من الليل.
2 الحوارد: الغضاب، قاله يخاطب زوجته، وقد عيرته؛ لأنه لا يولد له.
3 البرداك تثنية برد، وهو الثوب.
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست