responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 154
كما هي العادة فيمن ادعى على خصمه الخلاف في أمر هو لا يخالف فيه أن يعيد كلامه على وجهه، كما إذا قال لك من يحاجك في مسألة: أنت من دأبك كيت وكيت، فتقول: نعم أنا من دأبي كيت وكيت لكن لا ضير علي ولا يلزمني من أجل ذلك ما ظننت، فالرسل صلوات الله عليهم كأنهم قالوا: إن ما قلتم هو كما قلتم، لكن ذلك لا يمنع الرسل وفضل الله علينا.
5- إن الأصل في إنما أن تجيء لأمر من شأنه ألا يجهله المخاطب ولا ينكره وإنما يراد تنبيهه فقط، أو لما هو منزل هذه المنزلة.
تفسير هذا أنك تقول للرجل: إنما هو صاحبك القديم، وإنما هو أخوك، لمن يعلم ذلك ويعترف به، لكنك تريد أن تنبهه لما يجب عليه من حرمة الصاحب وحق الأخوة لترققه وتستعطف قلبه، ألا ترى إلى أبي الطيب حين يقول:
إنما أنت والد والأب القا ... طع أحني من واصل الأولاد
لم يرد أن يعلم كافورا أنه لابن الأخشيد مولاه بمنزلة الوالد، ولا كافور في حاجة إلى أن يعلم بذلك، لكنه أراد أن يذكره بالأمر المعلوم ليجعله ذريعة إلى استدعاء ما يستوجبه من العطف والحنان، ونظير ذلك قولهم: إنما يعجل من يخشى الفوت، وقوله تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ} [1]. وأما ما هو منزل هذه المنزلة فكقوله تعالى حكاية عن اليهود: {إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} [2]، فهم قد ادعوا أن إصلاحهم أمر جلي ظاهر، ولذا جاء الرد عليهم مؤكدا بأن واسمية الجملة وتعريف الخبر باللام وضمير الفصل وتصدير حرف التنبيه حيث قال: {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ} 3. ونحو ذلك قول ابن قيس الرقيات في مصعب بن الزبير:
إنما مصعب شهاب من الله ... تجلت عن وجهه الظلماء
حيث ادعى أن ثبوت هذه الصفة لممدوحه أمر ظاهر، لا يخفى على أحد، كما هو دأب الشعراء إذا مدحوا أن يدعوا الشهرة فيما يصفون به ممدوحهم، ألا ترى إلى البحتري حين يقول:
لا أدعي لأبي العلاء فضيلة ... حتى يسلمها إليه عداه

[1] سورة الأنعام الآية: 36.
[2] و 3 سورة البقرة الآيتان: 11 و12.
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست