responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 137
وعليه قوله تعالى: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا} [1]، جيء بلفظ الماضي للدلالة على توافر الرغبة في تحصينهن.
4- للتعريض، نحو: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ} [2]، قال في "الكشاف": هذا كلام وارد على سبيل الفرض والتقدير, وفيه لطف للسامعين وزيادة تحذير واسفظاع لحال من يترك الدليل بعد إنارته ويتبع الهوى.
ونظيره في التعريض: {وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [3]، إذ المراد: وما لكم لا تعبدون الذي فطركم، ما يدل عليه "ترجعون".
ووجه حسن التعريض وملاحته إسماع المخاطبين الحق على وجه لا يورثهم مزيد غضب؛ وذلك لأنك تترك التصريح بنسبتهم إلى الباطل، وذلك أنفذ في أعماق القلوب، حيث لا يريد المتكلم لهم إلا ما يريده لنفسه، وهذا النوع كثير جدا في القرآن الكريم، نحو: {قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [4].
"تنبيه": قد تستعمل إن في غير الاستقبال قياسا مطردا في موضعين:
1- إذا كان الشرط لفظ كان، نحو: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا} [5] الآية.
2- إذا جيء بها في مقام التأكيد بعد واو الحال لمجرد الربط دون الشرط نحو: علي وإن كثر ماله بخيل، وقليلا في غير ذلك، كقول أبي العلاء:
فيا وطني إن فإنني بك سابق ... من الدهر فلينعم بساكنك البال6
كما إذا إما:

[1] الفتيات الإماء. وكان من عادتهم في الجاهلية أن يكرهوهن على تلك الفعلة الشنعاء.
[2] سورة البقرة الآية: 120.
[3] سورة يس الآية: 22.
[4] سورة سبأ الآية: 25.
[5] سورة البقرة الآية: 23.
6 الغرض من ذلك التحسر، وجواب إن محذوف، أي: فلا لوم علي لأني تركتك كرها يدل عليه فلينعم.
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست