نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 107
ولا أن تعقب الفعل المنفي بإثبات ضده، كقولك: ما محمدًا ضربت، ولكن أكرمته[1]، وقولك: بمحمد مررت، لمن اعتقد أنك مررت بإنسان وأنه غير محمد، وكذا سائر المعمولات، نحو: يوم الجمعة سرت، وفي المسجد صليت، وماشيا جئت.
2- التخصيص، وهو لازم للتقديم غالبا بشهادة الاستقراء، وحكم الذوق، ومن ثم قال المفسرون في قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [2]، إن المعنى نخصك بالعبادة والاستعانة ولا نعبد غيرك ولا نستعين به، وفي قوله: {لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ} ، أي: لا إلى غيره.
وفي التقديم فائدة أخرى، وهي الاهتمام بشأن المقدم، ومن ثم قدر المحذوف في: باسم الله مؤخرا، أي: باسم الله أفعل كذا، بيانا لاهتمام الموحد بالاسم الكريم وردا على المشركين الذين كانوا يبدءون بأسماء آلهتهم، فيقولون: باسم اللات، أو باسم العزى.
ولا يشكل على هذا آية: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} ، بتقديم الفعل على اسم الله؛ لأن الأمر بالقرءاة في ذلك الموضع أهم، إذ بالقراءة حفظ المقروء عادة، وذلك هو المقصود من الإنزال أو بأن باسم الله متعلق باقراء الثاني، ومعنى اقرأ الأول، أوجد القراءة كقولك: فلان يعطي. وإنما قلنا لازم غالبا؛ لأن التقديم قد يكون.
3- للاهتمام بالمقدم نحو: حسن الخلق لزمت.
4- التبرك به نحو: محمدًا عليه السلام اتبعت.
5- الاستلذاذ به نحو: ليلى كلمت.
6- موافقة كلام السامع نحو: محمدًا أكرمت، في جواب: من أكرمت؟
7- ضرورة الشعر نحو:
سريع إلى ابن العم يلطم وجهه ... وليس إلى داعي الندى بسريع [1] لأن الكلام لم يبن على الخطأ في الفعل وهو الضرب حتى يرد إلى الصواب بأنه الإكرام وإنما بني على الخطأ في المضروب حين اعتقد أنه محمد، فرده إلى الصواب أن يقال: لكن عليا مثلا. [2] سورة الفاتحة الآية: 2.
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 107