responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 101
المبحث الثاني: في تقديم المسند إليه
يقدم المسند إليه لأغراض، منها:
1- أنه الأصل إذ هو المحكوم عليه ولا مقتضى للعدول عنه، نحو: العدل أساس الملك.
2- ليتمكن الخبر في ذهن السامع؛ لأن في المبتدأ تشويقا إليه كقوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [1] وقول أبي العلاء:
والذي حارت البرية فيه ... حيوان مستحدث من جماد
يريد أن الخلائق تحيرت في المعاد الجسماني، كما يرشد إلى ذلك ما قبله:
بأن أمر الإله واختلف الناس ... فداع إلى ضلال وهادي
فإتيانه بالمسند إليه على تلك الشاكلة موصوفا بحيرة البرية فيه، يستدعي تشوق السامع إلى أن يعرف ما حكم به عليه، فإذا جاء الخبر تمكن في النفس لما تقدمه من التوطئة له.

[1] سورة الحجرات الآية: 13.
2- ما يفيد زيادة في المعنى فحسب نحو: بل الله فاعبد وكن من الشاكرين، فتقديم المفعول في هذا لتخصيصه بالعبادة دون سواه، ولو أخر لم يفد الكلام ذلك.
3- ما يتكافأ فيه التقديم والتأخير، وليس لهذا الضرب شيء من الملاحة، نحو:
وكانت يدي ملأى به ثم أصبحت ... "بحمد إلهي" وهي منه سليب1
فتقديره: ثم أصبحت وهي منه سليب بحمد الله.
4- ما يختل به المعنى ويضطرب، وذلك هو التعقيد اللفظي، أو المعاظلة التي تقدمت كتقديم الصفة على الموصوف، والصلة على الموصول، ونحو ذلك، كقول الفرزدق:
إلى ملك ما أمه من محارب ... أبوه ولا كانت كليب تصاهره
إذ تقديره إلى ملك أبوه ما أمه من محارب، أي: ما أم أبيه منهم، ولا شك أن هذا لا يفهم من كلامه للنظرة الأولى، بل يحتاج إلى تأمل ورفق حتى يفهم المراد منه.

[1] سليب بمعنى مسلوب، أي: منتزع مأخوذ.
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست