responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحة اليمن فيما يزول بذكره الشجن نویسنده : الشرواني، أحمد    جلد : 1  صفحه : 194
والشرب والمشي والنكاح والصلاة، وخمسة منها بالتعليم الأدب والكتابة والرمي والسباحة والصناعة، وخمسة منها بالتقدير وهي الحسن والقبح والغنى والفقر والعمر، وقال حكيم في الأطفال خمس خصال لو كانت في الرجال بلغوا درجة الكمال لا يهتمون بالرزق ولا يشكون من المرض ولا يحقدون عند الخصام ويخافون إذا خوفوا بأدنى تخويف وتدمع أعينهم من ذكر الأهوال

ضرب مثل
حكي: أن عصفوراً مرّ بفخ فقال العصفور ما لي أراك متباعداً عن الطريق فقال الفخ أردت العزلة عن الناس لآمن منهم ويأمنوا مني، فقال العصفور فما لي أراك ناحل الجسم؟ فقال أنهكتني العبادة، فقال العصفور فما هذا الحبل الذي على عاتقك؟ قال هو ملبس النساك، فقال العصفور فما هذه العصا؟ قال أتوكأ عليها، فقال العصفور فما هذا القمح الذي هو عندك؟ قال هو فضل قوتي أعددته لفقير جائع أو ابن سبيل منقطع، فقال العصفور إني
ابن سبيل وجائع فهل لك أن تطعمني؟ قال نعم دونك، فلما ألقى منقاره أمسك الفخ بعنقه، فقال العصفور بئس ما اخترت لنفسك من الغدر والخديعة والأخلاق الشنيعة ولم يشعر العصفور إلا وصاحب الفخ قد قبض عليه، فقال العصفور في نفسه بحق قالت الحكماء من تهور ندم ومن حذر سلم كيف لي بالخلاص ولات حين مناص ثم حدثته نفسه بالاحتيال فربما نفع في مضيق الأحوال فالتفت إلى الصياد وقال له أيها الرجل اسمع مني كلمات أرجو أن ينفعك الله بها ثم افعل بي ما تشاء فعجب الصياد من كلام العصفور، وقال له قل، فقال له العصفور لا يشك عاقل إني لا أسمن ولا أغني من جوع فإن كنت ترغب في الحكمة فاسمع مني ثلاث كلمات من الحكم أنفع لك مني وأطلقني واحدة وأنا في يدك، والثانية وأنا على أصل هذه الشجرة، والثالثة إذا صرت في أعلاها، فرغب الصياد في إطلاقه، وقال له قل الأولى فقال له ما حييت فلا تندم على فائت فأعجبه مقاله وأطلقه، فلما صار في أسفل الشجرة قال والثانية ما عشت فلا تصدق بشيء لا يكون أنه يكون، ثم طار إلى أعلى الشجرة فقال له الصياد هات الثالثة، فقال العصفور أيها الرجل لم أر أشقى منك ظفرت بغناك وغنى أهلك وولدك وذهب من يدك في أيسر وقت، فقال له الصياد وما ذاك؟ فقال العصفور لو أنك ذبحتني لوجدت في حوصلتي جوهرتين من الياقوت زنة كل واحدة منهما خمسون مثقالاً، فلما سمع الصياد مقالة العصفور اعتراه الأسف وعض على أصبعه وقال خدعتني أيها العصفور لكن هات الثالثة فقال العصفور كيف أقول الثالثة وأنت قد نسيت الاثنين قبلها في لحظة ألم أقل لك لا تندم على ما فات ولا تصدق بما يكون وكيف صدقت أن في حوصلتي جوهرتين زنة كل واحدة

نام کتاب : نفحة اليمن فيما يزول بذكره الشجن نویسنده : الشرواني، أحمد    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست