نام کتاب : خريدة القصر وجريدة العصر - أقسام أخرى نویسنده : العماد الأصبهاني جلد : 1 صفحه : 88
وله من تهنئة للوزير أبي شجاع بالوزارة، سنة ست وسبعين وأربع مئة:
هنيئاً لك المنصِبُ الأرفعُ ... ولا زِلت بالملك تستمتعُ
وَمَّلأَك الله ما فَوَّضَتْ ... هُ إليك الخِلافةُ، لا يُنْزَعُ
مقام، يشُقّ على الحاسدينَ، ... رٍقابُ الملوك له تخضَعُ
وأَعظِمْ به شرفاً باذخاً ... إلى مستقرّ الهدى يشفَعُ
أتتك الوزارة مشتاقةً ... إليك، وأنفُ العلى أجدعُ
أبَتْ أن تُقيم على ظالمم ... على المَكْرُمات، فتستشفعُ
ومنها:
فلولاكها كافلاً إِنّه ... تقلّدها ماجدٌ أَرْوَعُ
بصَيرٌ بتثقيف أيّامها ... أمينٌ إِذا خانَ مستودَعُ
وتحسَبُ سَحْبانَ في دَسْته ... وقُسّاً إذا احتشد المجمع
وبين الجوانح من معشر ... غَليلٌ، بحَرّ الرَّدى ينقَعُ
وهيهات يروى صَداهم بها ... وقد عزَّ دونَهم المَكْرَعُ
أناسٌ ربيعُهُمُ مُجدب ... وأنتم ربيعٌ لهم مُمْرِعُ
وباعُهُمُ في العلى ضيّقٌ ... وباعُك في المجد مستوسعُ
لَشَتّانَ بينكما في القياس ... وهل يستوي النَّبْعُ والخِرْوَعُ
وبيتُك من فارس دوحةٌ ... بِدَرّ المكارم تسترضعُ
مَعالٍ من الله موهوبةٌ ... وما وهَب الله لا يخلعُ
وكم قال ذو أدب، أمحلت ... مُناه: متى يُخصب المرتعُ؟
فبّلغه الله آماله ... بما طبّقت مُزنة تَهْمَعُ
كفَلْتَ الرَّعيَّة من دهرها ... فلستَ لنائبه تخشَعُ
ويُمناك باليُمن تَغْشَى البلاد ... أَماناً، ويا طالَما رُوِّعُوا
وأحيا بك المقتدي أُمّةً ... يحرّمها كَلأ مُسبَعُ
وما اختار للأمر إلا فتىً ... إليه قلوب الورى تَنْزِعُ
فلا أعدم الله إحسانَه ... رعاياه، ما أشرقَ المَطْلَعِ
وله في سيف الدولة، صدقة، بن منصور، بن علي، بن مزيد من قصيدة، يذكرها فيها فعله يوم آمد، في الوقعة بين شرف الدولة، مسلم، بن قريش وفخر الدولة، بن جهير. وكان سيف الدولة حاضراً، فوقف كرمه على فك الأسرى من بني عقيل، واستنقاذهم، وإغناء فقرائهم، وإعطاء عفاتهم:
إنا نحن وافينا فِناءَ ابنِ مَزْيَد ... توالت لنا سُحبُ النَّدَى وانسكابُها
فِناءٌ يَفِيْ المعتفونَ إلى الغِنى ... بنائله، حتّى يرجَّى ثوابُها
يُجير إذا جار الزَّمانُ وريبُه ... ويُجْدِي إذا الأَنواءُ ضَنَّ سَحابُها
إذا ورد العافون مَغْناه، صادفوا ... بحور عطاياه يَعُبّ عُبابُها
تكاد مَقاريه، سروراً وبهجةً ... بِضيفانه، تسعى إليهم قِبابُها
وتُمسي لهم في جِيد كلّ متوَّج ... صنائعُ، لم يَخْطِر ببالٍ حسابُها
ويغشى الوغى واليومُ بالنَّقع مُسْدِفٌ ... وللحرب نارٌ لا يبوخ شِهابُها
كيوم عُقَيْل والرِّماحُ شواجرٌ ... وبِيضُ الظُّبَى يُرْدي الكُماةَ ضِرابُها
غَداةَ غدت للتُّرك في الحيّ وقعة ... أباحت حِمى دارٍ عزيزٍ جَنابُها
فأُقسِمُ لولا نخوة مَزْيَدِيَّةٌ ... لباتت على حكم السِّباء كَعابُها
ولكنّ سيفَ الدّولة ابنّ بهائِها ... حَمَى عِرضَها والتُّرك تَحْرَقُ نابُها
تناشده الأرحامَ والنَّقْعُ ثائرٌ ... ولا يحفَظُ الأرحامَ إلاّ لُبابُها
وكم ذاد عنها المَزْيَدِيُّونَ بالقَنا ... سُيوفَ العدا من حيثُ غَصَّ شرابُها
عشيةَ لاذتْ بالفرار من الظُّبَى ... وذلّت سباع، طالما عزَّ غابُها
نام کتاب : خريدة القصر وجريدة العصر - أقسام أخرى نویسنده : العماد الأصبهاني جلد : 1 صفحه : 88