رضوان الله
عليهم، بحيث ما أكمل الليل حتى أتى المد بريح أجلت ذلك الضباب ومزقته شذر مذر.
وبالجملة فرءية هذه الأمور فيها مواعظ وحكم لا تبصر، ومتعة للنفس لمن كان حظه النظر، وذلك كله من آيات الله الدالة على عظمته وقدرته الباهرة. وفي الساعة الواحدة من يوم الثلاثاء ثاني ربيع الثاني وصلنا لجبل طارق في حفظ وسلامة غير أننا لم ننزل إليه، وقد وجه لنا حاكم البلد مع قائد المرسى يستفهمنا هل لنا غرض في النزول للبلد ليتهيأ لاحتفال نزولنا على النسق السابق أم لا فأجبناه بالمجازات على اعتنائه واخترنا التوجه لطنجة وانتقلنا من الباكبط إلى المركب الحربي، رويال صفران الذي كنا قدمنا فيه في الذهاب بعد أن أكرم السفير متعلمي الباكبط وبحريته بدراهم ذهبية كل واحد منهم على قدر ما يناسب شغله وفق العادة الجارية. وفي الساعة الثالثة أقلع بنا من ثمة، وبعد ساعتين ونصف وصلنا ثغرنا السعيد المحروس بالله بخير وعافية لله الحمد والشكر أخيرا باطنا وظاهرا.
وهذا ما يسر الله جمعه في هذه الوجهة الميمونة حفظا لما اشتملت عليه هذه السفارة السعيدة مما ينبغي أن يحفظ ويعتنى به، وتنبيها لما يتهيأ في المستقبل بمثله ليكون على بصيرة مما في هذا التقييد كله وليقس ما لم يقل.
ولكل مقام مقال وذلك كله والحمد لله بوجود مولانا السلطان الأعظم والملاذ الأفخم سليل الملوك العلوين وتحفة الأمراء الهاشميين وأفضل من جلس على منصة التبريز مولانا عبد العزيز أعز الله به الإسلام دين وجعله أفضل من ملك استرعاه للمسلمين، أسعد الله أيامه، وأصلح الله على يديه البلاد والعباد وقطع بسيف عدله دابر أهل البغي والفساد ووفر حزبه وقوى