المخرطة ما يبهر، وعلى رؤوسهن تيجان من البرنيط النفيس الذي يعسر تقويمه، وقد تلاقينا به وبقاعدة بيته فبشا ورحبنا بنا أتم ترحيب، وبعد ساعة ونصف خرجنا من عنده. وفي الساعة العاشرة صباح يوم الأربعاء توجهنا لمعرض الجيش الهندي من الخيالة والعساكر والطبجية فكان معرضه علي مقتضى الكيفية المتقدمة انفا في معرض المستعمرة حرفا حرفا. وفي الساعة الثالثة من يوم الخميس توجهنا لدار نجل السلطان وولي عهده البرنس ذي غال فتلقينا به وبقرينته فرحبا ولاطفا في القول أحسن ملاطفة وسأل عن الحضرة الشريفة فأجابه السفير عن ذلك كله بأحسن عبارة ثم خطب السفير الخطبة المهيأة للاجتماع به فترجمت له وهو ينصت لها بسكينة ووقار، وبعد الفراغ منها ناوله السفير الكتاب الشريف بكلتي يديه مظروفا في غلافه الموبري مطروزا بالصقلي ملفوفا في سبنية من حرير فتلقاه منه ولي العهد بيده بغاية التعظيم والاحترام ثم أجاب عن الخطبة بما اقتضاه المقام، ومن الأدب المتعين عند سرد الخطب أنه مهما تلفظ القاري باسم الملك المرسل أو المرسل إليه أو دفع أو
قبض كتابا أحدهما إلا ويميل كل أحد رأسه إمالة ما تعظيما لاسم الملك أو كتابه، ومن الأدب أيضا المؤكد أن الحاضر مع الملك لا يبتديه بمد يده للمصافحة حتى يكون الملك هو المبتدئ وكذلك قرينته يسلك معها هذا الأدب ولابد أن يبدأ أن يظهر مصافحهما انطلاق الوجه مع ميلان الرأس ولزوم الوقوف في محله متأدبا من غير التفات حتى يؤذن له بالانصراف أوينصرف الملك.
وبعد نحو نصف ساعة خرجنا من عنده على أتم نشاط. وفي الساعة