الفصول راجحة وبراهين قاطعة تشهد على ترجيحه حتى تكون المسألة واضحة كالشمس في الظهيرة وقريب من هذا الإيوان محلات رفيعة معدة عندهم للأكل والشرب ولترويح النفس وكلها مشرفة على النهر التيمس، وبالقرب من ذلك دار رئيس المجلس المذكور. وفي الساعة العاشرة من يوم السبت توجهنا لمرسى بورط سميد على طريقة السكة الحديدية وسرنا نحو ساعتين ونصف، وكل هاته الطريق على جوانبها أجنة وحراثة وبناءات ومحطات السكة فوصلنا إليها فإذا هي مرسى حربية متينة الحصون وبها عدة ترسنات أعني الحياض التي تنشأ فيها المراكب الحربية وموضوع بها كثير من إقامتها وآلاتها مما يقضي منه العجب وبمجرد وصولنا إليها تلقانا فسيال من فسيالات البحر كلفه بنا الميرانط الكبير فهيأ لنا عربية وسارت بنا إلى الدكس أعني المون فركبنا منه في مركب صغير حربي متحف الغاية وسار بنا يطوف على المراكب الحربية الإنجليزية على حسب ترتيبها، وما نمر بمركب منها إلا ويؤدي مراسم السلام بالموسيقى، وقدر ما كان موجودا منها ما يزيد على المايتي مركب كما بهذه المرسى عدة مراكب حربية خشبية من العمل القديم، ولا زالت في غاية الصيانة عندهم لتعليم المتعلمين، ثم رجعنا لمحلنا مع بابور البر أيضا.
وفي الساعة الثامنة ليلا من يومنا هذا ذهبنا للطيطر والمسمى أنبار ورأينا فيه من العجائب والغرائب ما لا يكيف، وقدر ما كان فيه من المتفرجين نحو ثلاثة آلاف
نسمة. وفي الساعة الثالثة من يوم الاثنين توجهنا صحبة بابور البر وسار بنا نحو ثمانية أقسام فوصلنا إلى مدينة ونزة التي بها قصر السلطان الذي يسكنه في بعض الفصول فإذا هو قصر كبير متسع