لدار تسمى عندهم مدام طوسي متخذة عندهم لوضع صور الملوك والوزراء والحكماء والكبراء الأقدمين من دولة الإنجليز وغيرهم وجل أصحاب تلك الصور أموات وبعضهم أحياء من الموجودين الآن وكل صورة من تلك التماثيل في غاية الإتقان والتشخيص مصنوعة من الشمع وغيره حتى يتوهم الرائي أنها أحياء، ومن أعجب ما رأينا هناك صورة رجل ألماني طويلا جدا طوله ضعف قامة الرجل كما رأينا صورة رجل آخر قصيرا جدا طوله نحو ذراع. وهناك تماثيل مضى لأصحابها نحو تسع مائة سنة، وفي الطبقة السفلى من هذه الدار تماثيل من الرجال والنساء الذي اقتص منهم بجرائم ارتكبوها. فمنهم من قطع رأسه ومنهم من هو مهيأ للقتل، ومنهم من هو ملقى على الأرض مقتولا. وهناك تماثيل الحروب الهندية وغيرها مما يطول شرحه.
والقاعدة عندهم عند إرادة دخول الشخص لهذا الدار يشتري كناشا صغيرا يباع في وسط الدار بثمن تفيه يتضمن تراجيم تلك الصور لأن كل واحدة منها مرسوم أمامها نمرتها كما هي مرسومة بالكناش المذكور ليهتدي به الواقف على ذلك حتى
يعرف صاحب تلك الصورة وما يتعلق به، وفي الساعة الثامنة ليلا من يومنا هذا ذهبنا للطيطر المسمى باليس وهو عبارة عن محل الفرجة فرأينا فيه من عجائب اللاعبين السامرين ما لا يسع بيانه ومن ذلك لعب صبيان (الجابون) فرأينا صبيا منهم سداسي السن يرتفع في الهواء والآخر مستلق على ظهره يلقاه ويرفعه برجله كلما نزل من الهواء على كيفية بحيث لا ينزل مرة خارجا عن قدمي المستلقي إلى غير ذلك من أنواع اللعب التي تحير العقل وتتعب النظر، والقاعدة عندهم في الطيطروس أن مريد الدخول إليه يشتري تقييدا متضمنا