على بعض ديارها وبساتينها وحدائقها، ومدة العمل في جلبه لها إحدى عشر سنة وذلك من عام تسعة وستمائة وألف مسيحية إلى عام عشرين، وقدر ما خرج صار عليه نصف مليون إبرة، ثم إن هذا الصاير وزع على خمسة وسبعين تاجرا كل واحد منهم نابه ستة آلاف إبرة وكل قسم من هذه الأقسام يساوي الآن لصاحبه ماية ألف أبْره، وأعظم مكان في (ألأَْنْدَرة) هو مركز أشغال التجارة الكبرى وهو طريق عظيم به ديار ومخازن وحوانيت السلع، ومن جملة ما بهذا المركز دار بنكة المخزن ودار حاكم
البلد ودار البليسية وقريب منها دار ضرب السكة وبطرق هذا المحل من الازدحام وأصوات العجلات ما يحير العقل ويتعب النظر. وفي بعض جهات نهر التيمس موضوع عمود حجر المسمى بالمسلة، وهو قطعة واحدة من أعاجيب الدنيا لم أتحقق قدر طوله، وقد صرف على جلبه من الإسكندرية أموال باهضة وعلى طرف هاته البلد مصابيح من الأضواء الكازية، والكهربائية ما لا يحصى كثرة وكان الليل بها نهارا، وعلى كل مركز من الطرقات ورديات من البوليس وهو صنف من المخزنية يتميزون من العسكر بكسوة خاصة لا يحملون من السلاح إلا الكوابيس مستورة تحت لباسهم للاحتياط وهو قسمان، قسم ظاهر لابس لباسا رسميا يعرفه كل واحد، وقسم آخر خفي عيون، وأما العربيات التي في هاته البلدة فحدث ولا حرج ومن ضوابط استخدامها أنهم يجعلون على كل واحدة منها نمرة مركبة من واحد وهلم جرا. وقد رأيت مرسوما على واحدة منها نمرة تزيد على الستين ألف عجلة واسم صاحبها، ونمرة عجلته مرسومة في