نام کتاب : المطالع البدرية في المنازل الرومية نویسنده : الغزي، أبو البركات جلد : 1 صفحه : 72
رُبَّ من ترجو به دفعَ الأذى ... عنك يأتيك الأذى من قِبَلهِ
ربما يرجُو الفتى نفعَ فتى ... خوفُه أولى به من أملهِ
ولم يزل في محبسه بقلعة دِمَشْق، يُرْشق بسهام المصائب أي رشق، إلى أن مات به في السنة الثالثة في جمادى الآخر، فنسأل الله العفو والعافية الغامرة، في الدين والدنيا والآخرة، آمين.
واستخرنا الله تعالى سبحانه وقوى العزم على السفر صحبة جانم الحمزاويّ مع الخزانة، وقد كنت اجتمعت به مرتين بحَلَب والشَّام، وحصل منه غاية التعظيم والإكرام، ثم حصل بيني وبينه محبة زائدة، وصار له فيّ اعتقاد تام حتى كان لا يخاطبني إلاّ بمولانا شيخ الإسلام، وخرجت من حَلَب قبل الزوال من يوم الثلاثاء رابع شهر شوال، وكانت مدّة إقامتنا بها ستة أيّام نصفها مع الفطر ونصفها مع الصيام. وحَلَب مدينة عظيمة كبيرة قديمة، صحيحة الهواء، خفيفة الماء، واسعة الفناء، حسنة البناء، عظيمة المآثر والمعاهد، كثيرة الجوامع والمساجد، وكانت من الفتوحات العثمانيّة وإلى آخر دولة بني أميّة مُضافة إلى قِنَّسْرين، ولذلك قلّ ذكرها في كتب المؤرخين. ثم تدرجت في العمارة وقِنَّسْرين في الخراب والاندراس إلى أن
نام کتاب : المطالع البدرية في المنازل الرومية نویسنده : الغزي، أبو البركات جلد : 1 صفحه : 72