responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خطط الشام نویسنده : كرد علي، محمد    جلد : 1  صفحه : 135
المملكة المساوية تقريباً لمملكة قياصرة رومية على وجه غريب من السرعة.
وكان مروان بن محمد الجعدي الذي لقب بالحمار لصبره على الحرب من أمثل خلفائهم وكان سديد الرأي ميمون النقيبة حازماً، فلما ظهرت المسوِّدة ولقيهم كان ما يُدبّر أمراً إلا كان فيه خلل. فما السر يا ترى في انحلال هذا الملك الضخم والقوة تدعمه وفيه أفراد أفذاذ مثلوا النبوغ العربي أجمل تمثيل لا تستطيع دولة من دول الحضارة الحديثة أن تقوم بأحسن منه، مع اعتبار الفرق بين عصر الدولة الأموية وهذا العصر؟. نظن السر في ذلك أن بني العباس كانوا قد أجمعوا أمرهم وهيئوا أسباب قيام دولتهم على صورة متينة جداً، وكان منشؤها من خراسان
والعراق وهما القطران اللذان أفحش القتل فيهما الحجاج بن يوسف الثقفي حتى قتل من أهل العراق مائة وعشرين ألفاً مدة حكمه، واشمأز الناس من بني أمية بسببه وسبب من يستسهلون من قوادهم إهراق الدماء فكثرت الأحقاد والحفائظ ونغلت نيات الأمة، واختلف الأمويون بينهم وأصبحوا في هرج يقتل بعضهم بعضا.
وقد نسب الخضري أسباب سقوط دولة بني أمية إلى استيلائهم على الخلافة بالقهر والغلبة لا عن رضا ومشورة، فإن معاوية بن أبي سفيان استعان بأهل الشام الذين كانوا شيعته، على من خالفه من أهل العراق والحجاز حتى تم له الأمر ورضي الناس عنه، والقلوب منطوية على ما فيها من كراهية ولايته، وكان في الأمة فريقان لا يرضيان عنه: الخوارج وشيعة بني هاشم، واستعمل ضروب السياسة مع رؤساء العشائر وكبار الشيعة فألان شكيمتهم وأسكن ثورتهم. ومن رأيه أن معاوية زل زلة كبرى قللت من قيمة عمله وهي اهتمامه بالغض من علي بن أبي طالب على منابر الأمصار هو وأمراؤه حتى تأججت النيران في صدور شيعته وأن عدة عيوب كانت سبباً في القضاء عليهم. الأول: مسألة ولاية العهد، فإن بني مروان اعتادوا أن يولوا عهدهم اثنين يلي أحدهما الآخر، فانشق بيتهم على نفسه. الثاني: إحياء العصبية الجاهلية التي جاء الإسلام مشدداً النعيَّ عليها. الثالث: تحكيم بعض الخلفاء من بني أمية أهواءهم في أمر قوادهم

نام کتاب : خطط الشام نویسنده : كرد علي، محمد    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست