نام کتاب : أثر دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في حركة عثمان بن فودي الإصلاحية في غرب أفريقيا نویسنده : مصطفى مسعد جلد : 1 صفحه : 427
جميع أحكامه وإقامة شعائره. فمنهم من استجاب لدعوة الشيخ ودان له بدعوة الإسلام الصحيح، فثاب إلى الرشد، وهجر البدع، وغدا من أنصارها والداعين إلى نشرها ونصرتها، ومنهم من استكبر وأبى وخالف. ولما رأى الشيخ من معظمهم الإعراض عن الدعوة ومناوأتها، بدأ في تكتيل القوى الحربية وإعلان الجهاد في سبيل إقرار هذا الدين على حقيقته، وتهيئة الجو الصالح لنشر الدعوة، وتطبيق منهج الله في جميع شئون الحياة.
ولقد أصبح من الضروري مواجهة أعداء الدعوة- حيثما كانوا- وتجريد الحملات الحربية عليهم للدفاع عن الدعوة وإفساح المجال أمام الراغبين في الانضواء تحت لوائها للرجوع إلى الحق وقطع دابر الفتنة. فبدأت سلسلة من المعارك الحربية المتصلة، وانتصرت كلمة الحق، وشهد الإمام الشيخ - رحمه الله- في أواخر حياته رايات التوحيد خفاقة على معظم أقاليم الجزيرة العربية التي شهدت تحولًا خطيرًا في حياتها الدينية والسياسية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية تحت لواء الدولة السعودية. والحق أن الشيخ الإمام - رحمه الله - قد شهد ثمار دعوته وجهاده وجهوده الصابرة بمولد المجتمع الإسلامي الذي يريده، والذي أيقظت الدعوة عقليته الإسلامية بعد سباتها، فصفت عقيدته بعد أن كدرتها الخرافات والبدع والشركيات والوثنيات، فتحققت بذلك أهداف دعوته، بقيام مجتمع إسلامي متكامل تحت لواء دولة إسلامية تؤمن بالإسلام عقيدة وعبادة وشريعة ومنهجا، وتطبق أحكامه في كل شئونها [1]. انتشار الدعوة:
لم يقتصر أثر الدعوة السلفية في الجزيرة العربية فحسب، بل امتد هذا الأثر إلى بقاع كثيرة من العالم الإسلامي، وذلك على الرغم من محاولات خصوم الدعوة من تشويه مبادئها، حتى أطلقوا عليها اسم: " المذهب الوهابي " ليدللوا على أنها مذهب جديد على الإسلام، ولقد تضافرت عدة عوامل ساعدت على نجاح الدعوة وانتشارها، فقد كان لشدة إيمان صاحب الدعوة بما يدعو إليه من الحق، وقوته في مواجهة خصوم الدعوة حتى [1] عبد الله بن يوسف الشبل: تاريخ نجد والدولة السعودية- طبع بمطابع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- الرياض, ص 69- 83.
نام کتاب : أثر دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في حركة عثمان بن فودي الإصلاحية في غرب أفريقيا نویسنده : مصطفى مسعد جلد : 1 صفحه : 427