نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 2 صفحه : 967
وجد في قلبه من الغيظ عليهم، وقد بين تعالى في هذه الآية إنما يغاظ بهم الكفار، فدلت على تحريم سبهم، والتعرض لهم لما وقع بينهم على وجه العيب.
د- وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك أحدهم ولا نصيفه» [1]، فهذا الحديث اشتمل على النهي والتحذير من سب الصحابة -رضي الله عنهم- وفيه التصريح بتحريم سبهم [2]، والأحاديث في هذا الباب كثيرة.
نهي السلف عن سب الصحابة -رضي الله عنهم-:
إن النصوص الواردة عن سلف الأمة وأئمتها من الصحابة، ومن جاء بعدهم من التابعين لهم بإحسان، والتي تقضى بتحريم سب الصحابة والدفاع عنهم، كثيرة جدا منها:
أ- قال أحمد بن حنبل -رحمه الله-: إذا رأيت رجلا يذكر أحدا من أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بسوء، فاتهمه على الإسلام [3].
ب- قال أبو زرعة الرازي -رحمه الله-: إذا رأيت رجلا ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة [4].
ج- وقد ذكر الإمام الشوكاني -رحمه الله-: بإجماع أهل البيت -رضي الله عنهم-، على تحريم سب الصحابة رضوان الله عليهم، من اثنى عشر طريقا [5]، وقد روى أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي بإسناده إلى محمد بن علي بن الحسين بن علي أنه قال لجابر الجعفي: يا جابر بلغني أن قوما بالعراق يزعمون أنهم يحبوننا [1] مسلم (4/ 1697 - 1698). [2] عقيدة أهل السنة في الصحابة (2/ 838). [3] مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي، ص160. [4] الكفاية في علم الرواية ص67. [5] إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي، ص50 - 64.
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 2 صفحه : 967