responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 957
ولقد تتبعنا سيرة الصحابة كلهم، فوجدناهم يعتقدون الكذب على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أشد الذنوب، ويحترزون عنه غاية الاحتراز كما لا يخفى على أهل السير [1].
ولقد تضافرت الأدلة في كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على تعديل الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- ممالا يبقى معها شك لمرتاب في تحقق عدالتهم، فكل حديث له سند متصل بين من رواه وبين المصطفى لم يلزم العمل به إلا بعد أن تثبت عدالة رجاله، ويدب النظر في أحوالهم سوى الصحابي الذي رفعه إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأن عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم، وإخباره عن طهارتهم واختياره لهم بنص القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه [2].
أ- قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة:143]، ووجه الاستدلال بهذه الآية على عدالة الصحابة -رضي الله عنهم- أن وسطا تعني: عدولا خيارا لأنهم المخاطبون بهذه الآية مباشرة [3].
ب- قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ} [آل عمران: 110]، ووجه دلالة هذه الآية على عدالة الصحابة -رضي الله عنهم-: أنها أثبتت الخيرية المطلقة لهذه الأمة على سائر الأمم قبلها، وأول من يدخل في هذه الخيرية المخاطبون بهذه الآية مباشرة عند النزول وهم الصحابة الكرام -رضي الله عنهم-، ذلك يقتضي استقامتهم في كل حال، وجريان أحوالهم على الموافقة دون المخالفة، ومن البعيد أن يصفهم الله عز وجل بأنهم خير أمة ولا يكونون أهل عدل واستقامة، وهل الخيرية إلا ذلك [4].

[1] ظفر الأماني في مختصر الجرجاني للكنوي، ص (506، 507).
[2] عقيدة أهل السنة في الصحابة الكرام (2/ 800).
[3] الكفاية، للخطيب البغدادي، ص 64.
[4] عقيدة أهل السنة في الصحابة (2/ 804).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 957
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست