responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 908
لهشام بن الحكم وهشام بن سالم الجواليقي بالذات دور ظاهر في اتجاه التجسيم عند الشيعة كما تذكر ذلك مجموعة من رواياتهم [1] وكان الأئمة يتبرؤون منهما ومن قولهما, وحينما جاء بعض الشيعة إلى إمامهم وقال له: إني أقول بقول هشام. قال إمامهم أبو الحسن علي بن محمد: ما لكم وقول هشام, إنه ليس منا من زعم أن الله جسم, ونحن منه براء في الدنيا والآخرة [2] , وتفصح بعض رواياتهم عما قالوه في الرب جل شأنه وتقدست أسماؤه, فهذا أحد رجالهم [3] ينقل لأبي عبد الله -كما تقول الرواية- ما عليه طائفة من الشيعة من التجسيم فيقول: إن بعض أصحابنا يزعم أن الله صورة مثل الإنسان, وقال آخر: إنه في صورة أمرد جعد قطط, فخر أبو عبد الله عليه السلام ساجدًا, ثم رفع رأسه فقال: سبحان الذي ليس كمثله شيء, ولا تدركه الأبصار, ولا يُحيط به علم [4].
فأنت ترى أن كبار متكلميهم قد غلوا في الإثبات, حتى شبهوا الله جل شأنه بخلقه وهو كفر بالله سبحانه, لأنه تكذيب لقوله سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى:11] , وعطلوا صفاته اللائقة به سبحانه فوصفوه بغير ما وصف به نفسه, ورواياتهم في هذا الباب كثيرة [5] , فهذا الاتجاه إلى الغلو في الإثبات, قد طرأ على الإثبات الحق الذي عليه علماء أهل البيت, وأصبح المذهب يتنازعه اتجاهان اتجاه التجسيم الذي يتزعمه هشام, واتجاه التنزيه الذي عليه أهل البيت كما تشير إليه روايات الشيعة نفسها, وكما هو ثابت مستفيض في كتب أهل العلم [6].

[1] أصول الشيعة الإمامية (2/ 646).
[2] التوحيد, ص 104 ابن بابويه, أصول الشيعة الإمامية (2/ 646).
[3] سمته الرواية: يعقوب السراج, وهو من ثقاتهم, الفهرست للطوسي, ص 214.
[4] التوحيد ص 104،103, ابن بابويه, أصول الشيعة (2/ 647).
[5] أصول الكافي (1/ 104 - 106) , أصول الشيعة (2/ 648).
[6] أصول الشيعة (2/ 648).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 908
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست