responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 903
لأن الغلو مطية الشرك ووسيلته وما دب في أمة إلا أهلكها, فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - محذرًا أمته من هذا الداء: «إياكم والغلو, فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين» [1] , وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع عمر رضي الله عنه يقول على المنبر سمعت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم, فإنما أنا عبد, فقولوا عبد الله ورسوله» [2] , فالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يحذر أمته من الغلو ومجاوزة الحد في مدحه, كما فعلت النصارى في عيسى عليه السلام, ويأمر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يوصف بصفة العبودية والتي قد وصفه الله بها في الإسراء فقال: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً} [الإسراء:[1]] , كما وصفه بذلك في مقام الدعوة إليه فقال: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} [الجن:19] , وكذلك وصفه عند إنزال الكتاب عليه ونزول الملك إليه فقال: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ} [الفرقان:[1]] , فتلك ثلاثة مقامات من أشرف المقامات وصفه ومدحه ربه جل وعلا فيها بصفة العبودية له, فأين الشيعة الرافضة من تلك الآيات والأحاديث الواردة في النهي عن الغلو والتحذير منه, الداعية إلى تحقيق العبودية؟.
إن الناظر إلى أقوال أمير المؤمنين علي وأبنائه رضي الله عنهم, يجد فيها الرد البليغ على هذا الغلو والإفراط وبراءتهم من أقوال الشيعة الرافضة وكل من غالى فيهم, كما تبين كذب تلك الروايات المنسوبة إليهم وضلالها [3]. فقد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي الطفيل عامر بن واثلة رضي الله عنه قال: كنت عند علي بن أبي طالب فأتاه رجل فقال: ما كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُسر إليك؟ , قال: فغضب وقال: ما كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يسر إلي شيئًا يكتمه عن الناس, غير أنه قد حدثني بكلمات أربع, قال: فقال: ما هن يا أمير المؤمنين؟ , قال: «لعن الله من لعن والده, ولعن الله من ذبح لغير الله, ولعن الله من آوى محدثًا, ولعن الله من غيَّر منار الأرض». وفي رواية: أخصَّكم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ فقال: ما خصنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بشيء [4].

[1] صحيح سنن ابن ماجة (2/ 177) صححه الألباني.
[2] البخاري, كتاب أحاديث الأنبياء, رقم (3445).
[3] العقيدة في أهل البيت, ص 399.
[4] مسلم, كتاب الأضاحي رقم (1978).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 903
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست