responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 901
يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة, وقد ورثناه من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وآله وراثة [1].
فهذا نموذج من غلو الشيعة الرافضة, وهذا بعض ما عندهم, فالغلو أساس مذهبهم وأصله, وقد نهى الله عز وجل وحذر من الغلو لما فيه من منافاة التوحيد وأصل الشرك قديمًا وحديثًا, قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ} [المائدة:77] , قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره هذه الآية: أي لا تجاوز الحد في اتباع الحق, ولا تطروا من أمرتكم بتعظيمه فتبالغوا فيه حتى تخرجوه من حيز النبوة إلى مقام الإلهية كما صنعتم في المسيح وهو نبي من الأنبياء فجعلتموه إلهًا من دون الله, وما ذاك إلا لاقتدائكم بشيوخكم شيوخ الضلال الذين هم سلفكم ممن ضل قديمًا {قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ} [المائدة:77] أي خرجوا عن طريق الاستقامة والاعتدال إلى طريق الغواية والضلال [2] , وقال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ} [النساء:171] , فالله عز وجل في هاتين الآيتين ينهى عن الغلو والإطراء وتجاوز الحد, وفيه رد صريح على الشيعة الرافضة وكل من سلك هذا المسلك تجاه من يعظهم, وقد أمر الله عز وجل نبيه محمدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يُبين للناس أنه لا يملك لنفسه شيئًا وأن النفع والضر بيد الله, وأن علم الغيب لا يعلمه إلا الله, قال تعالى: {قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ} [الأنعام:50].
وقال تعالى: {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُّؤْمِنُونَ} [الأعراف: 188] , فالله عز وجل أمره أن يفوض الأمور إليه وأن يخبرهم عن نفسه أنه لا يعلم غيب المستقبل ولا اطلاع له على شيء من ذلك [3].
كل ذلك سدًا للطرق الموصلة إلى الغلو فيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , وتحذيرًا لأمته أن يغلوا فيه كما غالت اليهود

[1] المصدر نفسه (1/ 261،260).
[2] تفسير ابن كثير (2/ 85).
[3] تفسير القرآن العظيم (2/ 373).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 901
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست