responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 780
إن أسلوب الطعن في العلماء قرة عين لأعداء الإسلام؛ لأنه ينشئ جيلاً بلا قادة, وهل رأيتم جيلاً بلا قادة قد أفلح؟
إن أسوأ ما في الأمم السابقة علماؤهم وأحبارهم, فقد كثر فيهم الضالون المضلون, قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ} [التوبة:34].
وأفضل ما في الإسلام علماؤه الربانيون العاملون, قال الشعبي: كل أمة علماؤها شرارها إلا المسلمين, فإن علماءها خيارها [1] , ووضح ذلك ابن تيمية فقال: وذلك أن كل أمة غير المسلمين فهم ضالون, وإنما يضلهم علماؤهم, فعلماؤهم شرارهم, والمسلمون على هدى وإنما يتبين الهدى بعلمائهم, فعلماؤهم خيارهم [2].

5 - سوء الظن: لقد كثر هذا المرض واستشرى ضرره في عصرنا, وكانت هذه الآفة أداة فتك وتدمير, ووسيلة هدم وتخريب, وقد ترتب عليها نتائج خطيرة, ومفاسد عظيمة, ولهذه الآفة أسباب ودوافع منها: الجهل, فالجهل بتفهم حقيقة ما يرى وما يسمع وما يقرأ ومرمى ذلك, وعدم إدراك حكم الشرع الدقيق في هذه المواقف خصوصًا إذا كانت المواقف غريبة, تحتاج إلى فقه دقيق, ونظر بعيد, يجعل صاحبه يبادر إلى سوء الظن, والاتهام بالعيب, والانتقاص من القدر, ومنها الهوى؛ وهو آفة الآفات, فيكفي أن يرى المرء أو يقرأ أو يسمع ما لا يعجبه, ولا يرضاه, ولا يوافق عليه ويبتغيه .. يكفي ذلك لأن يطلق للظن السيء الحبال, ويرخي له العنان فيرتع ويصول ويجول, ولا يزن الأمور بميزان الشرع الدقيق, ولا يحاول أن يلتمس المعاذير, ولا يراجع نفسه فضلاً عن أن يتهم فهمه, فالهوى يصده عن ذلك, ومنها العجب والغرور, فإحسان المرء ظنه بنفسه, وغروره بفهمه, إن كان ذا فهم, وإعجابه برأيه يدفعه لأن يزكي نفسه

[1] الفتاوى (7/ 284).
[2] الفتاوى (7/ 284).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 780
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست