responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 778
يستمعوا لمن يجليها لهم, ويفهمهم إياها, لأن الصواب هو رأيهم وما عداه خطأ, يقول محمد أبو زهرة: أولئك استولت عليهم ألفاظ الإيمان, ولا حكم إلا لله, والتبرؤ من الظالمين, وباسمها أباحوا دماء المسلمين وخضبوا البلاد الإسلامية بجميع الدماء وشنوا الغارة في كل مكان [1]. إن هذا التعصب المقيت قد صدهم عن الاستجابة للحق بعد وضوحه, فقد ناظرهم أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وناظرهم ابن عباس رضي الله عنه وأزالا أعذارهم, ودحضا شبهاتهم, وأقاما عليهم الحجج الدامغة, وأفحماهم بالبراهين الساطعة, فلم يستجب إلا بعضهم واندفع الكثير لاستباحة دماء المسلمين. إن التعصب للرأي وتجهيل الآخرين يتنافى مع مبادئ هامة في الإسلام كالشورى والتناصح.

4 - الطعن في العلماء العاملين: يشهد عصرنا حملة غريبة وظاهرة عجيبة ألا وهي الاعتداء على هيبة العلماء العاملين, وطعنهم بخناجر الزيغ والضلال, ولقد شهدت الصحف والمجلات, والكتب والمقالات, وقاعات الدروس والحلقات نماذج كثيرة من تلك الحملات, فجلب على أمة الإسلام أبلغ الأضرار, فشتت الشمل المشتت, وفرق الجمع المفرق, وعمق الشق الغائر, ولا شك أن للطعن في العلماء أسبابًا منها: التعلم بدون مُعلم, الفهم الخاطئ لبعض عبارات العلماء, واتباع الهوى, والحسد, وقد لجأ بعض الشباب إلى أسلوب سيء ألا وهو تتبع عورات العلماء وزلاتهم, وتصيد أقوالهم, وشواذ آرائهم, وتحريف كلمهم عن مقصودهم, فعلوا ذلك ليبرروا حملتهم الشعواء في الطعن على العلماء قديمًا وحديثًا ممن يخالف آراءهم, ولا يقر مناهجهم الحائدة عن الاعتدال, ولقد كان فعلهم هذا وبالاً على الإسلام, وقرة عين لأعداء الإسلام من بني صهيون وعابدي الأوثان, وإن هذا المسلك المشين الذي يدل على جهل صاحبه أو مرضه وحقده, قد حذر

[1] تاريخ المذاهب الإسلامية, محمد أبو زهرة, ص 61.
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 778
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست