responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 777
والآخرين, فيستقل بغروره علم العلماء, ويقعد عن مواصلة طلب العلم فيهلك بغروره ويُهلك, وهكذا كان الخوارج الأولون يدعون العلم والاجتهاد, ويتطاولون على العلماء وهم من أجهل الناس [1]. وأدى التعالم والغرور إلى تصدر حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام للدعوة بلا علم ولا فقه, فاتخذ بعض الناس منهم رؤوسًا جُهالاً, فأفتوا بغير علم وحكموا في الأمور بلا فقه, وواجهوا الأحداث الجسام بلا تجربة ولا رأي, ولا رجوع إلى أهل العلم والفقه والتجربة والرأي, بل كثير منهم يستنقص العلماء والمشايخ, ولا يعرف لهم قدرهم, وإذا أفتى بعض المشايخ على غير هواه ومذهبه, أو بخلاف موقفه أخذ يلمزهم إما بالقصور أو التقصير, أو الجبن والمداهنة, أو بالسذاجة وقلة الوعي والإدراك, ونحو ذلك مما يحصل بإشاعته الفرقة والفساد العظيم, وغرس الغل على العلماء والحط من قدرهم ومن اعتبارهم, وغير ذلك مما يعود على المسلمين بالضرر البالغ في دينهم ودنياهم [2].

3 - الاستبداد بالرأي وتجهيل الآخرين: من أبرز معالم الغلو حديثًا التعصب للرأي, وعدم الاعتراف برأي الآخرين, وإنكار ما عندهم من الحق ما دام خالفه في الرأي, ومن الأسباب التي تولد التعصب للرأي والانحياز له, قلة العلم, مصادفة الرأي لذهن خال, الإعجاب بالرأي, اتباع الهوى.
إن آفة الإعجاب بالرأي والتعصب له هوت بأصحابها إلى دركات خطيرة, في أزمنة قبلنا, فما الذي هوى بذي الخويصرة الجهول, يقول ابن الجوزي: وآفته أنه رضي برأي نفسه, ولو وقف لعلم أنه لا رأي فوق رأي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [3] , والذي هوى بأصحاب ذي الخويصرة هو إعجابهم برأيهم, وظن السوء في غيرهم, وكانت الخوارج تتعبد, إلا أن اعتقادهم أنهم أعلم من علي رضي الله عنه وهذا مرض صعب [4] أوقعهم في المهالك. إن هؤلاء المساكين وقعوا أسرى لألفاظ لم يحسنوا فهمها, ولم

[1] الخوارج, ناصر العقل, ص 129.
[2] الخوارج, ناصر العقل, ص 129.
[3] تلبيس إبلبيس, ص 90.
[4] المصدر نفسه ص 91.
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 777
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست