responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 749
العلة بستار العدل, وبذلك ضحك منه إبليس, واحتال عليه, فأوقعه في مصايده, فينبغي للمرء أن يراقب نفسه, وأن يدقق في دوافع سلوكه ومقاصده, وأن يحذر هواه, وأن يكون منتبهًا لحيل إبليس لأنه كثيرًا ما يزين العمل السيء بغلاف حسن براق, ويبرر السلوك القبيح باسم مبادئ الحق, ومما يعين المرء على وقاية نفسه, والنجاة لها من حيل الشيطان ومصايده العلم, فذو الخويصرة لو كان عنده أثارة من عِلم, أو ذرة من فهم لما سقط في هذا المزلق [1].

8 - الشدة على المسلمين: عرف الخوارج بالغلظة والجفوة, وقد كانوا شديدي القسوة والعنف على المسلمين, وقد بلغت شدتهم حدًا فظيعًا, فاستحلوا دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم فروعوهم وقتلوهم, أما أعداء الإسلام من أهل الأوثان وغيرهم فقد تركوهم ووادعوهم فلم يؤذوهم, ولقد سجل التاريخ صحائف سوداء للخوارج في هذا السبيل [2] , وما قصة عبد الله بن خباب ومقتله عنا ببعيد, فمعاملة الخوارج للمسلمين مصحوبة بالقسوة والشدة والعنف, وأما للكافرين, فلين وموادعة ولطف [3] , فقد وصف الشارع الشريعة بأنها سهلة سمحة, وإنما ندب إلى الشدة على الكفار, وإلى الرأفة بالمؤمنين, فعكس ذلك الخوارج [4] , قال تعالى: {مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح:29] , وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَّرْتَدَّ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ} [المائدة:54] فالخوارج عكسوا الآيات, فأرهبوا المسلمين وروعوهم [5] , هذه بعض الصفات التي اشتهر بها الخوارج.

[1] ظاهرة الغلو في الدين, ص 107،106.
[2] المصدر نفسه, ص 110.
[3] المصدر نفسه, ص 111.
[4] فتح الباري (12/ 301).
[5] ظاهرة الغلو في الدين, ص 111.
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 749
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست