responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 748
شرعه من السُّنة التي تخالف -بزعمهم- ظاهر القرآن, وغالب أهل البدع والخوارج يتابعونهم في الحقيقة على هذا, فإنهم يرون أن الرسول لو قال بخلاف مقالتهم لما اتبعوه .. وإنما يدفعون عن نفوسهم الحجة, إما برد النقل, وإما بتأويل المنقول, فيطعنون تارة في الإسناد, وتارة في المتن, وإلا فهم ليسوا متبعين ولا مؤتمين بحقيقة السُّنة التي جاء بها الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , بل ولا بحقيقة القرآن [1].

6 - الطعن والتضليل: من أبرز صفات الخوارج الطعن في أئمة الهدى وتضليلهم والحكم عليهم بالخروج عن العدل والصواب, وقد تجلت هذه الصفة في موقف ذي الخويصرة مع رسول الهدى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , حيث قال ذو الخويصرة: يا رسول الله اعدل [2] , فقد عَدَّ ذو الخويصرة نفسه أورع من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , وحكم على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالجور والخروج عن العدل في القسمة, وإن هذه الصفة قد لازمتهم عبر التاريخ, وقد كان لها أسوأ الأثر لما ترتب عليها من أحكام وأعمال [3].

7 - سوء الظن: هذه صفة أخرى للخوارج تجلت في حكم ذي الخويصرة الجهول على رسول الهدى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعدم الإخلاص, حيث قال: والله إن هذه لقسمة ما عدل فيها, وما أريد فيها وجه الله [4] , فذو الخويصرة الجهول لما رأى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد أعطى السادة الأغنياء, ولم يعط الفقراء, لم يحمل هذا التصرف على المحمل الحسن, وهذا شيء عجيب خصوصًا أن دواعيه كثيرة, فلو لم يكن إلا أن صاحب هذا التصرف هو رسول الهدى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , لكفى به داعيًا إلى حسن الظن, ولكن ذا الخويصرة أبى ذلك, وأساء الظن لمرضه النفسي, وحاول أن يستر هذه

[1] الفتاوى (19/ 73).
[2] البخاري, كتاب استتابة المرتدين, فتح الباري (12/ 290).
[3] ظاهرة الغلو في الدين, ص: 106.
[4] البخاري, كتاب استتابة المرتدين, فتح الباري, (12/ 290).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 748
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست