responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 747
السلف أنها بدعة, وهو جعل العفو سيئة, وجعل السيئة كُفرًا [1] , وقد تميز الخوارج بآراء خاصة فارقوا بها جماعة المسلمين, ورأوها من الدين الذي لا يقبل الله غيره, ومن خالفهم فيها فقد خرج من الدين في زعمهم فأوجبوا البراءة منه, بل إن منهم من غلا في ذلك, فأوجبوا قتال من خالفهم واستحلوا دماءهم [2].
فمن ذلك أنهم قتلوا عبد الله بن خباب بغير سبب غير أنه لم يوافقهم على رأيهم [3] , وقال ابن كثير, فجعلوا يقتلون النساء والولدان, ويبقرون بطون الحبالى, ويفعلوا أفعالاً لم يفعلها غيرهم [4] , قال ابن تيمية: وكانت البدعة الأولى مثل بدعة الخوارج, إنما هي من سوء فهمهم للقرآن, لم يقصدوا معارضته لكن فهموا منه ما لم يدل عليه, فظنوا أنه يوجب تكفير أرباب الذنوب, إذ كان المؤمن هو البر التقي, قالوا: فمن لم يكن برًا تقيًا فهو كافر وهو مُخلد في النار, ثم قالوا: وعثمان وعلي ومن والاهما ليسوا بمؤمنين؛ لأنهم حكموا بغير ما أنزل الله, فكانت بدعتهم لها مقدمتان:
الأولى: أن من خالف القرآن بعمل أو برأي أخطأ فيه فهو كافر.
والثانية: أن عثمان وعليًا ومن والاهما كانوا كذلك, ولهذا يجب الاحتراز من تكفير المؤمنين بالذنوب والخطايا, فإنها أول بدعة ظهرت في الإسلام فكفر أهلها المسلمين, واستحلوا دماءهم وأموالهم, وقد ثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أحاديث صحيحة في ذمهم والأمر بقتالهم [5].

5 - تجويزهم على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ما لا يجوز في حقه «كالجور»:قال ابن تيمية: والخوارج جوزوا على الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نفسه أن يجور ويضل في سُنته, ولم يوجبوا طاعته ومتابعته, وإنما صدقوه فيما بلغه من القرآن دون ما

[1] الفتاوى (19/ 73).
[2] منهاج السنة (3/ 62).
[3] الفرق بين الفرق للبغدادي, ص 57, الخوارج للسعوي, ص 191.
[4] البداية والنهاية (3/ 294).
[5] الفتاوى (13/ 31،30).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 747
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست