responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 738
وقتاله في الجمل وصفين, أن عليًا رضي الله عنه ندم وحزن على قتاله في وقعة الجمل وصفين, أما في قتاله مع الخوارج فكان يظهر الفرح والسرور لقتالهم, قال ابن تيمية: فإن النص والإجماع فرق بين هذا وهذا, فإنه قاتل الخوارج بنص رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , وفرح بذلك, ولم ينازعه فيه أحد من الصحابة, وأما القتال يوم صفين فقد ظهر منه من كراهته والندم عليه ما ظهر [1].

سادسًا: من الآثار الفقهية من معارك أمير المؤمنين علي رضي الله عنه:
تمكن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه بغزير علمه وسعة فقهه أن يضع قواعد وأحكامًا وهي ضوابط شرعية في قتال أهل البغي, ثم سار أهل السنة من أئمة العلم والفقهاء على سيرته في البغاة, واستنبطوا من هديه الراشدي الأحكام والقواعد الفقهية في هذا الشأن, حتى قال جلة أهل العلم: لولا حرب علي لمن خالفه لما عرفت السُّنة في قتال أهل القبلة [2] , وروى هذا عن علي نفسه في قوله: أرأيتم لو أني غبت عن الناس, من كان يسير فيهم هذه السيرة [3]؟ , وقال الأحنف لعلي: يا علي إن قومنا بالبصرة يزعمون أنك إن ظهرت عليهم غدًا أنك تقتل رجالهم وتسبي نساءهم, فقال: ما مثلي يخاف هذا منه, وهل يحل هذا إلا ممن تولى وكفر؟.
وبناء علىذلك فإن قتال أهل القبلة يخالف قتال الكفار والمرتدين من أوجه متعددة:
1 - أن يقصد بالقتال ردعهم ولا يُتعمد به قتلهم؛ لأن المقصود ردهم إلى الطاعة ودع شرهم لا القتل, بينما يجوز أن يُتعمد قتل المشركين والمرتدين [4].
2 - إذا قاتل مع البغاة عبيد ونساء وصبيان, فحكمهم جميعًا حكم الرجل البالغ الحر, يُقاتلون مُقبلين ويتركون مُدبرين؛ لأن قتالهم لدفع أذاهم بينما يجوز قتل أهل الردة والكفر مقبلين ومدبرين [5].

[1] مجموع الفتاوى (28/ 516).
[2] التمهيد للباقلاني, ص 229, تحقيق مواقف الصحابة (2/ 295).
[3] مصنف عبد الرزاق (10/ 124).
[4] المغني (8/ 108 - 126).
[5] المغني (8/ 110) الأحكام السلطانية, ص 60.
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 738
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست