responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 653
على رضي الله عنه يأمر بحبسه، فإن بايع أخلى سبيله وإن أبى أخذ سلاحه ودابته أو يهبهما لمن أسره ويحلفه ألا يقاتل. وفي رواية يعطيه أربعة دراهم [1] , وغرض الخليفة الراشد من ذلك واضح، وهو إضعاف جانب البغاة وقد أتى بأسير يوم صفين، فقال الأسير: لا تقتلني صبرًا. فقال على رضي الله عنه: لا أقتلك صبرًا، إني أخاف الله رب العالمين، فخلى سبيله ثم قال: أفيك خير تبايع ([2]
ويبدو من هذه الروايات أن معاملته للأسرى كما يلي:
*إكرام الأسير والإحسان إليه.
* يعرض عليه البيعة والدخول في الطاعة، فإن بايع خلى سبيله.
* إن أبى البيعة أخذ سلاحه ويحلفه أن لا يعود للقتال ويطلقه.
* إن أبى إلا القتال تحفظ عليه في الأسر ولا يقتله صبرًا [3] , وقد أتى رضي الله عنه مرة بخمسة عشر أسيرًا - ويبدو أنهم جرحي - فكان من مات منهم غسله وكفنه وصلى عليه [4] , ويقول محب الدين الخطيب معلقًا على هذه الحرب: ومع ذلك، فإن هذه الحرب المثالية هي الحرب الإنسانية الأولى في التاريخ التي جرى فيها المتحاربان معًا على مبادئ الفضائل التي يتمنى حكماء الغرب لو يعمل بها في حروبهم، ولو في القرن الحادي والعشرين، وإن كثيرًا من قواعد الحرب في الإسلام لم تكن لتعلم وتدون لولا وقوع هذه الحرب، ولله في كل أمر حكمة [5] , قال ابن العديم: قلت: وهذا كله حكم أهل البغي، ولهذا قال أبو حنيفة: لولا ما سار علىّ فيهم، ما علم أحد كيف السيرة في المسلمين [6].

11 - عدد القتلى: تضاربت أقوال العلماء في عدد القتلى، فذكر ابن أبى خيثمة أن القتلى في صفين

[1] خلافة على ابن أبى طالب، عبد الحميد، ص (243).
[2] الأم للشافعي (4/ 224)، (8/ 256).
[3] خلافة على بن أبى طالب، عبد الحميد، ص (243).
[4] تاريخ دمشق، تحقيق المنجد (1/ 331)، خلافة على بن أبى طالب ص (243).
[5] العواصم من القواصم، ص (168، 169) من تعليق الخطيب في الحاشية.
[6] بغية الطلب في تاريخ حلب (309)، خلافة على ص (245).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 653
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست