responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 639
وعمار يقول: تقدم يا هشام، الجنة تحت ظلال السيوف، والموت في أطراف الأسل [1] , وقد فتحت أبواب السماء وتزينت الحور العين:
اليوم ألقى الأحبة ... محمّدًا وحزبه (2)

وعند غروب شمس ذلك اليوم الخميس، طلب عمار شربة من لبن ثم قال: إن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال لي: إن آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن [3] , ثم تقدم واستحث معه حامل الراية هشام بن عتبة بن أبى وقاص الزهري فلم يرجعا وقتلا [4] , رحمهما الله ورضي الله عنهما.

3 - ليلة الهرير يوم الجمعة: عادت الحرب في نفس الليلة بشدة واندفاع لم تشهدها الأيام السابقة، وكان اندفاع أهل العراق بحماس وروح عالية حتى أزالوا أهل الشام عن أماكنهم، وقاتل أمير المؤمنين على قتالاً شديدًا وبايع على الموت [5] , وذكر أن عليًا رضي الله عنه صلى بجيشه المغرب صلاة الخوف [6] , وقال الشافعي: وحفظ عن على أنه صلى صلاة الخوف ليلة الهرير [7] , يقول شاهد عيان: اقتتلنا ثلاثة أيام وثلاث ليال حتى تكسرت الرماح ونفدت السهام ثم صرنا إلى المسايفة فاجتلدنا بها إلى نصف الليل حتى صرنا نعانق بعضنا بعضًا، ولما صارت السيوف كالمناجل تضاربنا بعمد الحديد، فلا تسمع إلا غمغمة وهمهمة القوم، ثم ترامينا بالحجارة وتحاثينا بالتراب وتعاضينا بالأسنان وتكادمنا بالأفواه إلى أن أصبحوا في يوم الجمعة وارتفعت الشمس وإن كانت لا ترى من غبار المعركة وسقطت الألوية والرايات، وأنهك الجيش التعب وكلت الأيدي وجفت الحلوق [8].

[1] الأسل: الرماح.
(2) تاريخ الطبري (5/ 652).
[3] مصنف ابن أبى شيبة (15/ 302، 303) بسند منقطع.
[4] تاريخ الطبري (5/ 653).
[5] المستدرك (3/ 402) قال الذهبي: ضعيف، خلافة على: ص (226).
[6] السنن الكبرى للبيهقى (3/ 252) قال الألباني: رواه البيهقى بصيغة التمريض، إرواء الغليل (3/ 42).
[7] تلخيص الحبير (2/ 78)، خلافة على بن أبى طالب: ص (227).
[8] شذرات الذهب (1/ 45)، وقعة صفين: ص (369).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 2  صفحه : 639
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست