نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 623
الفياض، وطلحة الجود [1]، وقد سماه رسول الله بالفياض لسعة عطائه وكثرة إنفاقه في وجوه الخير، فقد روى أبو عبد الله الحاكم بإسناده إلى موسى بن طلحة أن طلحة نحر جزورًا وحفر بئرًا يوم ذي قرد [2]، فأطعمهم وسقاهم فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «يا طلحة الفياض». فسمي طلحة الفياض [3].
8 - من فرائد أقواله ودُرَر جواهر كلامه: فمن أقواله: إن أقلّ عيب الرجل جلوسه في بيته [4]، ومما حفظ عنه قوله: الكسوة تظهر النّعمة، والإحسان إلى الخادم يكبت الأعداء [5]. ولطلحة - رضي الله عنه - آراء ثاقبة وصحيحة في الناس، فكان لا يشاور بخيلاً في صلة ولا جبانًا في حرب [6].
9 - شهادة طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه: لما حضر يوم الجمل واجتمع به علىٌّ فوعظه تأخر فوقف في بعض الصفوف، فجاءه سهم غرب فوقع على ركبته، وقيل في رقبته، والأول أشهر، وانتظم السهم مع ساقه خاصرة الفرس فجمح به حتى كان يلقيه، وجعل يقول: إلىَّ عباد الله، فأدركه مولى له فركب وراءه وأدخله البصرة فمات بدار فيها، ويقال: إنه مات بالمعركة، وإن عليًا لما دار بين القتلى رآه فجعل يمسح عن وجهه التراب [7]، ثم قال: عزيز علىّ أبا محمد أن أراك مُجندلاً في الأودية، ثم قال: إلى الله أشكو عُجرى وبُجرى [8]، وترحم عليه وقال: ليتني مَتُّ قبل هذا بعشرين سنة [9]، ولا شك أن طلحة ابن عبيد الله، رضي الله عنه، من أهل الجنة، فقد روى الترمذي بإسناده إلى عبد الرحمن ابن عوف قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلى في الجنة، وطلحة وسعد في الجنة، وسعيد [1] تاريخ الإسلام، عهد الخلفاء الراشدين: ص (527). [2] البداية والنهاية (7/ 258). [3] ماء على ليلتين من المدينة بينها وبين خيبر، النهاية (4/ 37). [4] المستدرك (3/ 374)، حديث صحيح الإسناد ولم يخرجه، مختصر تاريخ دمشق (11/ 203)، يقصد أن العزلة بعد عن الاهتمام. [5] فرسان من عصر النبوة، ص (237). [6] فرسان من عصر النبوة، ص (237). [7] البداية والنهاية (7/ 258). [8] سرائري وأحزاني التي تموج في جوفي. [9] تاريخ الإسلام، عهد الخلفاء الراشدين (528).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 623