نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 602
الله ورفعه في الدنيا والآخرة، فقد كانت عليه عمامة صفراء معتجرًا بها يوم بدر، فعن عروة أنه قال: كانت على الزبير يوم بدر عمامة صفراء فنزل جبريل على سيماء الزبير [1]. فيالها من منقبة لا توازيها الدنيا بما فيها، وفيه يقول عامر بن صالح بن عبد الله بن الزبير:
جدّي ابن عمَّةِ أحمد ووزيره ... عند البلاء وفارسُ الشقراءِ
وغداة بدر كان أول فارس ... شهد الوغى في اللأمة الصفراء
نزلت بسيماه الملائك نُصرة ... بالحوض يوم تألب الأعداء (2)
وعن الزبير قال: لقيت يوم بدر عبيدة بن سعيد بن العاص وهو ومدجج لا يُرى منه إلا عيناه، وهو يكنى أبا ذات الكرش، فقال: أنا أبو ذات الكرش، فحملت عليه فطعنته في عينيه فمات، قال الزبير: لقد وضعت رجلي عليه ثم تمطأت فكان الجهد أن نزعتها وقد انثنى طرفاها. فسأله إياها رسول الله فأعطاه، فلما قبض رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أخذها ثم طلبها أبو بكر فأعطاه إياها، فلما قبض أبو بكر سأله إياها عمر فأعطاه إياها، فلما قُتل عثمان وقعت عند آل على، فطلبها عبد الله بن الزبير، فكانت عنده حتى قتل [3].
هذا الخبر يصور لنا دقة الزبير بن العوام في إصابة الهدف، حيث استطاع أن يضع الحربة في عين ذلك الرجل مع ضيق ذلك المكان، وكونه قد وزع طاقته بين الهجوم والدفاع، فلقد كانت إصابة ذلك الرجل بعيدة جدًا لكونه حمى جسمه بالحديد الواقي، لكن الزبير استطاع إصابة إحدى عينيه، فكانت بها نهايته، ولقد كانت الإصابة شديدة العمق مما يدل على قوة الزبير الجسدية، إضافة إلى دقته [1] الطبراني في الكبير رقم 230مرسل صحيح الإسناد، سير أعلام النبلاء (1/ 46).
(2) تاريخ الإسلام، عهد الخلفاء الراشدين: ص (501). [3] صحيح البخاري، ك المغازى رقم (3998).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 602