نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 600
لها فيما بعد أنّ ترك الخروج كان أولى، فكانت إذا ذكرت خروجها تبكي حتى تبلّ خمارها، وهكذا عامّة السابقين ندموا على ما دخلوا فيه من القتال، فندم طلحة والزبير وعلىّ وغيرهم، ولم يكن يوم الجمل لهؤلاء قصد في القتال، ولكن وقع الاقتتال بغير اختيارهم [1].
ط- قال الذهبي: ولا ريب أن عائشة ندمت ندمة كلية على مسيرها إلى البصرة، وحضورها يوم الجمل، وما ظّنت أن الأمر يبلغ ما بلغ [2].
الحادي عشر: سيرة الزبير بن العوام واستشهاده:
هو أبو عبد الله الزبير بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدى [3] , ويجتمع مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في قصي، وهو حواريّ رسول الله وابن عمته، أمه صفية بنت عبد المطلب، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة وأحد أصحاب الشورى [4] , أسلم وهو حدث وله ست عشرة سنة [5] , ولم يتخلف عن غزوة غزاها رسول الله [6] , وقد تعرض بعد إسلامه للتعذيب، فقد روى أن عم الزبير كان يعلقه في حصير ويدخن عليه النار وهو يقول: ارجع إلى الكفر، فيقول الزبير: لا أكفر أبدًا [7].
1 - أول من سلَّ سيفه في سبيل الله: عن سعيد بن المسيب، قال: أول من سلّ سيفه في ذات الله الزبير بن العوام، وبينما الزبير بن العوام قائل إذ سمع نغمة: أن رسول الله قُتِل، فخرج من البيت متجردًا السيف صَلْتا، فلقيه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَفَّةَ كَفَّةَ [8] , فقال: «ما شأنك يا زبير؟» قال: سمعت أنك قُتِلْت، قال: «فما كنت صانعًا؟» قال: أردت والله أن أستعرض أهل مكة، قال: فدعا له النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بخير». قال سعيد: أرجو أن لا تضيع له عند الله عز وجل دعوة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [9]. [1] المنتقى من منهاج الاعتدال في نقض كلام أهل الرفض: ص (222، 223). [2] سير أعلام النبلاء (2/ 177). [3] الإصابة (1/ 526 - 528). [4] الطبقات الكبرى (3/ 100)، الإصابة (1/ 526 - 528). [5] سير أعلام النبلاء (1/ 41). [6] سير السلف (1/ 226) الرواية مرسلة. [7] الطبراني في الكبير (1/ 122). [8] كفة كفة: أي مواجهة كأن كل واحد منهما قد كف صاحبه عن مجاوزته إلى غيره. [9] فضائل الصحابة (2/ 914) رقم 1260إسناده ضعيف حسن لغيره.
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 600