نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 594
أبو بكر بن داود على أن خديجة أفضل من عائشة لأن عائشة سلم عليها جبريل من قبل نفسه، وخديجة أبلغها السلام من ربها، وزعم ابن العربي أنه لا خلاف في أن خديجة أفضل من عائشة، ورد بأن الخلاف ثابت قديمًا، وإن كان الراجح أفضلية خديجة بهذا وبما تقدم [1]. عند التحقيق والنظر في النصوص الواردة في تفضيل كل واحدة منهن - رضي الله عنهن- نجد أنها تدل على أفضلية خديجة وفاطمة ثم عائشة رضي الله عنهن، وذلك لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لقد فضلت خديجة على نساء أمتي» [2] , وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «أفضل نساء أهل الجنة خديجة وفاطمة ومريم وآسية» [3] , قال ابن حجر: وهذا نص صريح لا يحتمل التأويل (4)
, وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «حسبك من نساء العالمين: مريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون» [5].وهذا نص في أن خديجة رضي الله عنها أفضل نساء الأمة، ثم إن اللفظ الوارد في تفضيل فاطمة رضي الله عنها وهو قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة؟» [6]. وفي لفظ: «سيدة نساء أهل الجنة» [7] , فهو صريح لا لبس فيه ولا يحتمل التأويل، وهو نص في أنها أفضل نساء الأمة وسيدة نساء أهل الجنة، وقد شاركت أمها في هذا التفضيل فهي وأمها أفضل نساء أهل الجنة، وهي وأمها أفضل نساء الأمة، بهذا وردت النصوص [8] , وأما ما ورد في تفضيل عائشة، رضي الله عنها، في قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام» فهو لفظ لا يستلزم الأفضلية المطلقة كما قال ابن حجر [9]:وليس فيه تصريح بأفضلية عائشة، رضي الله عنها، على غيرها، لأن فضل الثريد على غيره من الطعام إنما هو لما فيه من تيسير المئونة وسهولة الإساغة، وكان أجلَّ طعمتهم يومئذ، وكل هذه الخصال لا تستلزم [1] فتح الباري (7/ 139). [2] فتح الباري (7/ 135)، مجمع الزوائد (9/ 223). [3] الإحسان لابن حبان (9/ 73)، صحيح الجامع للألباني (1/ 371).
(4) فتح الباري (7/ 135) .. [5] فضائل الصحابة (2/ 755) رقم (1325) وصححه الألباني في تخريج المشكاة (3/ 1745). [6] البخاري رقم (6285). [7] فتح الباري (7/ 105). [8] العقيدة في أهل البيت: ص (97). [9] فتح الباري (7/ 107).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 594