نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 573
عبد المطلب [1]. فخرج الزبير من المعركة، فلقيه ابن جرموز فقتله [2] كما سيأتي تفصيله بإذن الله. فالزبير، رضي الله عنه، كان على وعى لهدفه - وهو الإصلاح - ولكنه لما رأى حلول السلاح مكان الإصلاح رجع، ولم يقاتل، وقول ابن عباس: تقاتل بسيفك على بن أبى طالب؟ فيه حذف مفهومه: أم جئت للإصلاح وجمع الشمل؟ (3)
وعلى إثر هذا الحديث انصرف الزبير وترك الساحة، وربما كانت عوامل متعدة ومتداخلة أسهمت في خروج الزبير من ساحة المعركة، وأما طلحة بن عبيد الله القائد الثاني لجيش البصرة، فقد أصيب في بداية المعركة، إذ جاءه سهم غرب لا يعرف من رماه، فأصابه إصابة مباشرة، ونزف دمه بغزاره فقالوا له: يا أبا محمد، إنك لجريح، فاذهب وادخل البيوت لتعالج فيها، فقال طلحة لغلامه: احملني، وابحث لي عن مكان مناسب، فأدخل البصرة، ووضع في دار فيها ليعالج، ولكن جرحه ما زال ينزف حتى توفى في البيت، ثم دفن في البصرة، رضي الله عنه [4] , وأما الرواية التي تشير إلى تحريض الزبير وطلحة على القتال وأن الزبير لما رأى الهزيمة على أهل البصرة ترك المعركة ومضى، فهذه الرواية لا تصح [5]، وهذا الخبر يعارضه ما ثبت من عدالة الصحابة، رضوان الله عليهم، كما أنه يخالف الروايات الصحيحة التي تنص على أن أصحاب الجمل ما خرجوا إلا للإصلاح، فكيف ينسجم هذا الفعل من الزبير، رضي الله عنه، مع الهدف الذي خرج من مكة إلى البصرة من أجله ألا وهو الإصلاح بين الناس؟! وبالفعل فإن موقف الزبير، رضي الله عنه، كان السعي في الإصلاح حتى آخر لحظة، وهذا ما أخرجه الحاكم من طريق أبى حرب بن أبى الأسود الدؤلى، وفيه أن الزبير، رضي الله عنه، سعى في الصلح بين الناس ولكن قامت المعركة واختلف أمر الناس ومضى الزبير وترك القتال [6] , وكذلك طلحة؛ فقد جاء من [1] الطبقات (3/ 110) إسناده صحيح، خلافة على: ص (155). [2] الطبقات (3/ 10)، تاريخ خليفة: ص (186).
(3) المدينة النبوية فجر الإسلام (2/ 248) .. [4] البداية والنهاية (7/ 253). [5] تاريخ الطبري (5/ 540). [6] المستدرك (3/ 366)، استشهاد عثمان: ص (200).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 573