نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 569
والزبير وعائشة - رضوان الله عليهم - على الصلح، وترك الحرب، واستقبال النظر في الأمر، وأنّ من كان في المعسكر من أعداء عثمان كرهوا ذلك، وخافوا أن تتفرغ الجماعة لهم، فدبّروا في إلقاء ما هو معروف، وتمّ ذلك [1].
هـ - ويقول القاضي أبو بكر بن العربي: وقدم علىّ على البصرة، وتدانوا ليتراءوا، فلم يتركهم أصحاب الأهواء، وبادروا بإراقة الدماء، واشتجرت الحرب، وكثرت الغوغاء على البوغاء، كل ذلك حتى لا يقع برهان، ولا يقف الحال على بيان، ويخفى قتلة عثمان، وإنّ واحدًا في الجيش يفسد تدبيره، فكيف بألف [2].
وويقول ابن حزم: .. وبرهان ذلك أنهم اجتمعوا ولم يقتتلوا ولا تحاربوا، فلما كان الليل عرف قتلة عثمان أن الإراغة والتدبير عليهم، فبيتوا عسكر طلحة والزبير وبذلوا السيف فيهم، فدفع القوم عن أنفسهم حتى خالطوا عسكر علىّ، فدفع أهله عن أنفسهم، كل طائفة تظن - ولا شك - أن الأخرى بدأتها القتال، واختلط الأمر اختلاطًا، ولم يقدر أحد على أكثر من الدفاع عن نفسه، والفسقة من قتلة عثمان لا يفترون من شن الحرب وإضرابها، فكلتا الطائفتين مصيبة في غرضها ومقصدها، مدافعة عن نفسها، ورجع الزبير وترك الحرب بحالها، وأتى طلحة سهم غارب، وهو قائم لا يدري حقيقة ذلك الاختلاط، فصادف جرحًا في ساقه كان أصابه يوم أحد بين يدي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فانصرف ومات من وقته - رضي الله عنه -،وقتل الزبير بوادي السباع- بعد انسحابه من المعركة- على أقل من يوم من البصرة، فهكذا كان الأمر [3]. ويقول الذهبي: كانت وقعة الجمل أثارها سفهاء الفريقين [4]. ويقول: إن الفريقين اصطلحا وليس لعلى ولا لطلحة قصد القتال، بل ليتكلموا في اجتماع الكلمة، فترامي أوباش الطائفتين بالنبل، وشبت نار الحرب، وثارت النفوس [5]. [1] تثبيت دلائل النبوة للهمداني: ص (299). [2] العواصم من القواصم: ص (156، 157). [3] الفصل في الملل والنحل (4/ 157، 158). [4] العبر (1/ 37)، عبد الله بن سبأ للعودة: ص (195). [5] تاريخ الإسلام (1/ 15)، عبد الله بن سبأ للعودة: ص (195).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 569