نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 552
الزبير إلى الأحنف بن قيس السعدي التميمي يستنصره على الطلب بدم عثمان، والأحنف من رؤساء تميم وكلمته مسموعة، يقول الأحنف واصفًا هول الموقف: .. فأتاني أفظع أمر أتاني قط فقلت: إن خذلاني هؤلاء ومعهم أم المؤمنين وحواري رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لشديد [1] إلا أنه اختار الاعتزال، فاعتزل معه ستة آلاف ممن أطاعه من قومه، وعصاه في هذا الأمر كثير منهم، ودخلوا في طاعة طلحة والزبير وأم المؤمنين [2]. ويذكر الزهري أن عامة أهل البصرة تبعوهم [3] , وهكذا انضم إلى طلحة والزبير وعائشة ومن معهم أنصار جدد لقضيتهم التي خرجوا من أجلها. وقد حاول ابن حنيف تهدئه الأمور والإصلاح قدر المستطاع إلا أن الأمور خرجت من يده حتى قال أحدهم عن البصرة: قطعة من أهل الشام نزلت بين أظهرنا [4].
وحتى إن معاوية فيما بعد حاول الاستيلاء عليها بمساعدة أهلها [5].
وتذكر بعض المصادر غير الموثقة أن عثمان بن حنيف رخص لحكيم بن جبلة في القتال، وهذا لا يثبت، والمصادر الصحيحة لم تثبت ذلك [6].
6 - مقتل حُكَيم بن جبلة ومن معه من الغوغاء: أقبل حُكَيم بن جبلة بعدما خطبت عائشة - رضي الله عنها - في أهل البصرة، فأنشب القتال وأشرع أصحاب عائشة وطلحة والزبير - رضي الله عنهم - رماحهم وأمسكوا ليمسكوا، فلم ينته حكيم ومن معه، ولم يثن، وظل يقاتلهم، وطلحة والزبير كافُّون إلا ما دافعوا عن أنفسهم، وحكيم يذمر [7] خيله ويركبهم بها [8] , وعلى الرغم من ذلك، فإنه عائشة - رضي الله عنها - ظلت حريصة على عدم إنشاب القتال، فأمرت أصحابها أن يتيامنوا بعيدًا عن المقاتلين، وظلوا على ذلك حتى حجز الليل [1] خلافة على بن أبى طالب, عبد الحميد: ص (133). [2] طبقات ابن سعد (5/ 456) له شواهد تقويه. [3] مصنف عبد الرزاق (5/ 456) بسند صحيح إلى الزهري مرسلاً. [4] الطبقات (6/ 333). [5] فتح الباري (13/ 26)، خلافة على بن أبى طالب، عبد الحميد: ص (137). [6] خلافة على بن أبى طالب، عبد الحميد: ص (137، 138). [7] يذمر الخيل: يحضها ويشجعها. [8] تاريخ الطبري (5/ 494).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 552