responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 476
المؤمنين على دائم النصح لولاته، وقد نصح علىّ رضي الله عنه مجموعة من الولاة منهم قيس بن سعد، حين ولاه على مصر حيث أوصاه: تأتيها ومعك جند، فإن ذلك أرعب لعدوك، وأعز لوليك، فإذا أنت قدمتها إن شاء الله فأحسن إلى المحسن واشتد على المريب، وأرفق بالعامة والخاصة، فإن الرفق يمن [1] , ومن نصائحه إلى قيس بن سعد في إحدى رسالاته: أما بعد فأقبل على خراجك بالحق، وأحسن إلى جندك بالإنصاف، وعلم من قبلك مما علمك الله (2)
, وقد كانت بعض العهود المرسلة للبلدان في تعيين الولاة تشتمل على بعض النصائح والتوجيهات، ومن ذلك عهد على إلى محمد بن أبى بكر في ولاية مصر الذي قرأه على الناس، فقد كان يحتوى على جملة من النصائح للعامة وللوالي نفسه [3] , وكانت تجرى بين علىّ وبين ولاته العديد من الاتصالات سواء بالمراسلة الخطية، أو الشفهية، أو بالاتصال المباشر، وبالدرجة الأولى أثناء قدوم هؤلاء الولاة إلى الكوفة لمقابلة أمير المؤمنين علىّ أو للاشتراك معه في قتال الخوارج وغيرهم، ولم يؤثر عن أمير المؤمنين أنه حج واتصل بولاته في الحج بعد مبايعته، كما كان يفعل الخلفاء السابقون، وإنما كان ينيب عنه في ذلك بعض من يثق فيهم كأبناء العباس وغيرهم، وكان ولاة المشرق أكثر ولاة علىًّ اتصالاً به، نظرًا لقربهم من الكوفة وتكرار وفودهم إليها، وكان علىّ كثيرًا ما يكتب أوامر تصدر على شكل نصائح تبين لهم طريقة العمل، وقد كان بعضها مكتوبًا، وبعضها مشافهة، فقد جاء في أحد كتب أمير المؤمنين إلى عماله: «فإنكم خزان الراعية، ووكلاء الأمة، وسفراء الأئمة، ولا تجشموا أحدًا عن حاجته، ولا تحبسوه عن طلبته، ولا تبيعن الناس في الخراج كسوة شتاء، ولا صيف، ولا دابة يعملون عليها، ولا عبدًا، ولا تضربن أحدًا سوطًا لمكان درهم ولا تمس مال أحد من الناس مصلّ ولا معاهد [4]».
وتقدم بعض الدهاقين بشكوى إلى علىّ من أحد

[1] الولاية على البلدان (2/ 36).
(2) الولاية على البلدان (2/ 36) ..
[3] تراث الخلفاء الراشدين، ص (156)
[4] نهج البلاغة (2/ 155).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 476
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست