نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 458
تاسعًا: ولاية الكوفة:
استشهد عثمان رضي الله عنه وواليه على الكوفة أبو موسى الأشعري، وبعد مبايعة على بالخلافة أقر أمير المؤمنين علىٌّ أبا موسى الأشعري على ولايته، وقد أخذ له البيعة من أهلها، وكتب له بموقف أهل الكوفة من بيعته، من حيث تقبل الكثير للبيعة [1] , وعندما خرج أمير المؤمنين من المدينة للعراق كان يسأل عن أبى موسى خصوصًا، ففي أثناء الطريق إليها لقيه رجل من أهل الكوفة، فسأله على عن أبى موسى فقال: إن أردت الصلح فأبو موسى صاحب ذلك، وإن أردت القتال، فأبو موسى ليس بصاحب ذلك، قال: والله ما أريد إلا الإصلاح حتى يرد علينا، قال: قد أخبرتك الخبر [2] , وقد تبين فيما بعد ميل أبى موسى إلى الصلح والمسالمة وعدم القتال بين المسلمين، فقد بعث على محمد بن أبى بكر وعمار بن ياسر والحسن بن على وغيرهم في وفود مختلفة لاستنفار أهل الكوفة قبل موقعة الجمل - سيأتي الحديث عنها بالتفصيل لاحقًا إن شاء الله تعالى - فسأل أهل الكوفة أبا موسى عن الموقف واستشاروه في الخروج: فقال: أما سبيل الآخرة فأن تقيموا، وأما سبيل الدنيا فأن تخرجوا وأنتم أعلم [3] , وقد اقتنع العديد من أهل الكوفة بعد ذلك بالخروج مع الحسن، رضي الله عنه، بعد محاورات متعددة وطويلة بينهم وبين الحسن، وقيل إنه خرج معه قرابة تسعة آلاف رجل [4] , وتميل العديد من الروايات إلى أن ولاية أبى موسى على الكوفة قد انتهت في هذه الفترة قبيل موقعة الجمل، حيث تذكر بعض الروايات أن الأشتر «وكان أحد قواد على» قد طرد أبا موسى وغلمانه من قصر الكوفة وتغلب عليه [5] , كما ذكرت بعض الروايات أن عليًا كتب إلى أبى موسى بعزله، وعين [1] تاريخ الطبري (5/ 467). [2] المصدر نفسه (5/ 511). [3] المصدر نفسه (5/ 508). [4] المصدر نفسه (5/ 517). [5] تاريخ الطبري (5/ 519).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 458