نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 456
البصرة مجموعة من الأقاليم في بلاد فارس.
ومما سبق يتبين لنا أن على بن أبى طالب بعد مبايعته بادر إلى عزل ابن عامر، والى عثمان على البصرة، وعين مكانه عثمان بن حنيف، ولكن حملة الجمل أحدثت ارتباكًا في البصرة، وبالتالي خرجت من سيطرة عثمان بن حنيف، فاضطر إلى مغادرتها حتى قدم على، وبعد موقعة الجمل عمل علىٌّ على تنظيم أمورها [1]. كما وقعت بعض الاضطرابات في البصرة من جراء حركة الخوارج، وكذلك أثناء محاولة معاوية السيطرة عليها، إلا أن البصرة مع ذلك استمرت إحدى الولايات الإسلامية التابعة لخلافة على طيلة عصره، ولم يتمكن خصومه من السيطرة عليها [2] , وبرزت في البصرة قدرات ابن عباس القيادية، وقد انتفع بصحبته لعلى رضي الله عنهما وتأثر به غاية التأثر، وكان أمير المؤمنين على يتعهده بالنصح والإرشاد والموعظة بين الحين والآخر، حتى أن ابن عباس قال: ما انتفعت بكلام أحد بعد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كانتفاعي بكتاب كتب به إلىّ على بن أبى طالب رضي الله عنه، فإنه كتب إلىَّ: أما بعد فإن المرء يسوؤه فوت ما لم يكن ليدركه، ويسره درك ما لم يكن ليفوته، فليكن سرورك بما نلت من أمر آخرتك، وليكن أسفك على ما فاتك منها، وما نلت من دنياك فلا تكثرن به فرحًا، وما فاتك منها فلا تأس عليه حزنًا، وليكن همك فيما بعد الموت [3].
وقد كان ابن عباس من أهل القيام، فعن ابن مليكة قال: صحبت ابن عباس من مكة إلى المدينة، فكان يصلى ركعتين، فإذا ترك، قام شطر الليل، ويرتل القرآن حرفًا حرفًا، ويكثر في ذلك من النشيج والنحيب [4] , وقد كان رضي الله عنه غزير الدمعة حتى أثر ذلك على خديه، فعن أبى رجاء، قال: رأيت ابن عباس وأسفل من عينيه مثل الشراك البالي من البكاء [5] , وكان رضي الله عنه يصوم الاثنين والخميس، فعن سعيد بن أبى سعيد، قال: كنت عند ابن عباس، فجاء رجل، فقال: يا ابن عباس، كيف صومك؟ قال: أصوم الاثنين والخميس، قال: ولم؟ قال: لأن [1] الولاية على البلدان (2/ 17). [2] الولاية على البلدان (2/ 17). [3] صفة الصفوة (1/ 327). [4] سير أعلام النبلاء (3/ 352). [5] المصدر نفسه (3/ 352).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 456