نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 373
3 - الإجماع ولابد أن يكون مستندًا إلى نص من كتاب أو سنة أو قياس.
4 - القياس.
وكان الخلفاء الراشدون والصحابة الكرام يشرعون أحكامًا لحوادث بناء على المصلحة الواجب مراعاتها أو دفع المفسدة، فكان اجتهادهم فيما لا نص فيه فسيحًا مجاله يستع لحاجات الناس ومصالحهم [1].
ثانيًا: ميزات القضاء في العهد الراشدى:
إن القضاء في العهد الراشدى يمثل الدرجة الثانية بعد القضاء في العهد النبوي الذي يمثل الجذور والأساس، وجاء القضاء في العهد الراشدى يمثل البناء الكامل، والتنظيم الشامل من جهة، ويعطى الصورة البراقة للقضاء الإسلامي من جهة ثانية، ويعتبر أنموذجًا ومثلاً وقدوة وتحت محط الأنظار طوال العهود التالية، ويمكننا أن نشير باختصار وإيجاز إلى أهم ميزات القضاء في العهد الراشدى، وهي:
1 - كان القضاء في العهد الراشدى امتدادًا لصورة القضاء في العهد النبوي، بالالتزام به، والتأسي بمنهجه، وانتشار التربية الدينية، والارتباط بالإيمان والعقيدة، والاعتماد على الوازع الديني، والبساطة في سير الدعوى، واختصار الإجراءات القضائية، وقلة الدعاوى والخصومات إذا قورنت باتساع الدولة، وتعدد الشعوب والأمصار، وحسن اختيار القضاة، وتوافر الشروط الكاملة فيهم.
2 - يعتبر القضاء في العهد الراشدى صورة صحيحة، وصادقة وسليمة للقضاء الإسلامي، ولذلك صار موئل الباحثين، ومحط الأنظار للفقهاء، وصارت الأحكام القضائية والتنظيم القضائي في العهد الراشدى مصدرًا للأحكام الشرعية، والاجتهادات القضائية والآراء الفقهية في مختلف العصور، وهذا بالاتفاق - ولو أدبيًا- عند جميع العلماء والمذاهب، مع وجود الاختلاف في التدقيق والجزئيات والتفاصيل، ومن ذلك اختلاف الأئمة في حجية قول [1] المصدر نفسه، ص (159).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 373