responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 313
ولأهمية هذا العلم قال أمير المؤمنين على رضي الله عنه: يا طالب العلم: إن للعالم ثلاث علامات، العلم بالله، وبما يحب الله، وبما يكره الله [1] , وقال في معرض وصفه للمولى سبحانه وتعالى: هو العالم بكل مكان، وكل حين وأوان، لم يخلق الأشياء من أصول أولية، ولا بأوائل كانت قبله بدية، بل خلق ما خلق فأقام خلقه وصور ما صور فأحسن صورته، توحد في علوه فليس لشيء منه امتناع، ولا له بطاعة شيء من خلقه انتفاع، إجابته للداعين سريعة، والملائكة في السماوات والأرضين له مطيعة، علمه بالأموات البائدين، كعلمه بالأحياء المتقلبين، وعلمه بما في السماوات العلى، كعلمه بما في الأرض السفلى، وعلمه بكل شيء، لا تحيره الأصوات، ولا تشغله اللغات ... مدير بصير، عالم بالأمور، حي قيوم ... سبحانه وتعالى عن تكييف الصفات [2].
وجاء يهودي إلى أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه فسأله: متى كان ربنا؟ فتمعر [3] وجه على بن أبي طالب وقال: لم يكن فكان؟! هو كان ولا كينونة، كان بلا كيف، كان ليس قبل ولا غاية، انقطعت الغايات دونه، فهو غاية كل غاية، فأسلم اليهودي [4] , وبما يرويه أمير المؤمنين على رضي الله عنه عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في صفات الله سبحانه وتعالى قوله: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف» [5].
إن معرفة أسماء الله وصفاته، وتأمل معانيها، والإيمان بها تثمر للعبد محبة الله وتعظيمه الموجبين للقيام بأمره ونهيه، كما توجب اللجوء إليه في الكربات، وسؤاله عند الحاجات، واستغاثته في الملمات وغيرها من أنواع العبادات القلبية [6].

[1] تاريخ اليعقوبي (2/ 207)، منهج على بن أبي طالب، ص (91).
[2] حلية الأولياء (1/ 73).
[3] تمعر: تغير، لسان العرب (5/ 181).
[4] تاريخ الخلفاء للسيوطي، ص (206).
[5] مسند أحمد (2/ 173)، قال أحمد شاكر: إسناده حسن.
[6] منهج على بن أبي طالب في الدعوة إلى الله، ص (92).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 313
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست