responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 275
بعوضة ما سقى كافرًا منها شربة ماء» [1]، وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بما ترجع» [2]، وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر» [3]، وقد تأثر أمير المؤمنين على - رضي الله عنه - بالتربية القرآنية والنبوية، فكان من أصدق النماذج التي زكتها تربية النبي - عليه السلام- والتي قال الله فيها: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ} [البقرة:151]، فقد ضرب لنا أروع الأمثلة في الزهد، وهذه بعض المواقف المدهشة في هذا الباب.
1 - يا صفراء ويا بيضاء غُرَّى غيري: عن على بن ربيعة الوالبى أن على بن أبي طالب جاءه ابن النباح فقال: يا أمير المؤمنين امتلأ بيت مال المسلمين من صفراء وبيضاء، فقال: الله أكبر، فقام متوكئًا على ابن النباح حتى قام على بيت مال المسلمين فقال:
هذا جَنَاىَ خياره فيه ... وكل جَانٍ يده إلى فيه

يا ابن النباح علىَّ بأشياع الكوفة، قال: فنودي في الناس، فأعطى جميع ما في بيت مال المسلمين وهو يقول: يا صفراء، ويا بيضاء غرى غيرى، ها، ها، حتى ما بقى منه دينار ولا درهم، ثم أمره بنضحه وصلى فيه ركعتين، وفي رواية أخرى لأبي نعيم من خبر مجمع التيمى قال: كان على يكنس بيت المال ويصلى فيه ويتخذه مسجدًا رجاء أن يشهد له يوم القيامة.
ففي هذا مثل بليغ في الترفع عن متاع الدنيا الزائل، فبيت المال قد امتلأ من الذهب والفضة، ولا ينظر إليه أمير المؤمنين على - رضي الله عنه- نظرة إعجاب وغرور، بل كان جوابه حينما أبلغه المسئول المالي عن ذلك أن قال: «الله أكبر»، فإذا كان بعض الناس يكبرون الدنيا ويعظمونها، فالله تعالى أكبر منها ومن كل شيء، وما دام المسلم يشعر حقا أن الله أكبر، فلماذا يجعل قلبه مستسلمًا لما هو أصغر؟! إنه فقه

[1] سنن الترمذي رقم (4110) صحيح غريب.
[2] مسلم رقم (2858).
[3] مسلم رقم (2856).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 275
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست