نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 258
قبل الإسلام وبعد الإسلام- إلى أمد بعيد- من القلة والضعف والضَّعة والخمول حتى كانوا كقطعة لحم على كف يتخطفها الطير، ثم ما صاروا إليه من القوة والسعة والأمن والسَّلام، والرخاء والثراء، وما أكرمهم به عليهم من النِعَم فطنّت حصاتهم وخفقت راياتهم ودان لهم
العباد والبلاد [1].
6 - الترادف بين ألفاظ: الإمام والخليفة وأمير المؤمنين: قال النووى: يجوز أن يقال للإمام: الخليفة والإمام وأمير المؤمنين [2] , وقال ابن خلدون: وإذ قد بينَّا حقيقة هذا المنصب وأنه نيابة عن صاحب الشريعة في حفظ الدين وسياسة الدنيا، به تسمى خلافة وإمامة، والقائم به خليفة وإمام [3] , ويعرف ابن منظور الخلافة بأنها الإمارة [4] , ويفسر أبو زهرة الترادف بين لفظي الخلافة وهى الإمامة الكبرى وسميت خلافة لأن الذي يتولاها ويكون الحاكم الأعظم للمسلمين يخلف النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في إدارة شئونهم، وتسمى إمامة، لأن الخليفة كان يسمى إمامًا، ولأن طاعته واجبة، ولأن الناس كانوا يسيرون وراءه كما يصلون وراء من يؤمهم [5] , كما فسر الأستاذ محمد المبارك سبب اختيار هذه الألفاظ، الإمام والخلية وأمير المؤمنين بأنه: ابتعادًا بالمفهوم الإسلامي للدولة ورياستها عن النظام الملكي بمفهومه القديم عند الأمم الأخرى من الفرس والرومان المختلف اختلافًا أساسيًا عن المفهوم الإسلامي [6] , الجديد هذا وقد كان الخلفاء الأُول يُلقبون بالخلفاء كما يلقبون بالأئمة، ومنذ خلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - استعمل المسلمون لقب «أمير المؤمنين».
ولقد ورد لفظ «إمام» في القرآن الكريم في أكثر من موضع بمعنى الزعيم أو الدليل أو الرئيس، قال الله تعالى: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة:124]، أي جاعلك قدوة يؤتم به [7] , وقال تعالى {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان:74]، أي يقتدون بنا في أمر [1] المرتضى للندوى، ص (140، 141). [2] روضة الطالبين (10/ 49). [3] المقدمة، ص (190). [4] لسان العرب (9/ 83). [5] تاريخ المذاهب لأبي زهرة، ص (21). [6] نظام الإسلام (الحكم والدولة)، ص (61). [7] نظام الحكم في الإسلام، عارف خليل، ص (80).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 258