نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 252
على أنه خليفة، ولا أنه يستحق الخلافة ويقرون له بذلك، وقد كان معاوية يقر بذلك لمن سأله عنه .. وكل فرقة من المتشيعين (1)
مقرة مع ذلك بأنه ليس معاوية كفئًا لعلي بالخلافة، ولا يجوز أن يكون خليفة مع إمكان استخلاف على- رضي الله عنه-، فإن فضل على وسابقته وعلمه ودينه وشجاعته وسائر فضائله كانت عندهم ظاهرة معروفة [2] , فثبت بهذا أنه لم ينازع عليًا- رضي الله عنه- أحد في الخلافة، لا من الذين خالفوه، ولا من غيرهم [3] , فهذه الأقوال عن هؤلاء العلماء كلها في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة في ترتيب الخلافة الراشدة، فلابد من الذود عنها والتبشير وتربية الأجيال عليها، والاعتزاز والافتخار في الانتساب إليها.
خامسًا: شروط أمير المؤمنين على رضي الله عنه في بيعته وأول خطبة خطبها رضي الله عنه:
جاء في بعض الروايات أن أمير المؤمنين عليًا رضي الله عنه اشترط في بيعته أمورًا منها، أن تكون البيعة في ملأ وليس في خفية، وفي المسجد، وعن رضا المسلمين، وأنه يدير أمرهم كما يراه ويعلمه، فوافقوه وتواعدوا صباح اليوم التالي في المسجد للبيعة [4] , وكان يومًا حافلاً وحاسمًا، فقد خرج أمير المؤمنين وقد لبس ملابسه كاملة .. ثم بعد الحمد والثناء على الله بين للناس المحاولات التي بذلت معه وقال: إني كنت كارهًا لأمركم، فأبيتم إلا أن أكون عليكم، ألا وإنه ليس لي أمر دونكم، ألا إن مفاتيح مالكم معي، ألا وأنه ليس لي أن آخذ منه درهما دونكم [5] , ثم قال: يا أيها الناس: إن هذا أمركم ليس لأحد فيه حق إلا من أمرتم، وقد افترقنا بالأمس على أمر، فإن شئتم قعدت لكم، وإلا فلا أجد على أحد، ثم رفع صوته قائلاً: رضيتم؟ قالوا: نعم، قال: الله اشهد عليهم، وأقبل الناس يبايعونه [6] , وبعد أداء البيعة قال أمير المؤمنين: أيها الناس: إنكم يايعتموني على ما بايعتم عليه أصحابي،
(1) أي المتشيعين لعثمان أو على - رضي الله عنهما - وقد كان المطالبون بدم عثمان - رضي الله عنه - قد انضموا إلى معاوية وما كانوا يفضلونه على علي- رضي الله عنه .. [2] مجموع الفتاوى (35/ 72، 73). [3] الانتصار للحصب والآل، ص (241). [4] تاريخ الطبري (5/ 448)، دراسات في عهد النبوة، ص (281). [5] تاريخ الطبري (5/ 449). [6] تاريخ الطبري (5/ 449).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 252