نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 243
أنا فأشهد أني سمعت محمد بن سيرين يقول: إن عليًا جاء فقال لطلحة: ابسط يدك يا طلحة لأبايعك. فقال طلحة: أنت أحق،، وأنت أمير المؤمنين، فابسط يدك, فبسط علىّ يده فبايعه [1] , وعن عبد خير الخيوانى أنه قام إلى أبي موسى فقال: يا أبا موسى هل كان هذان الرجلان - يعنى طلحة والزبير - ممن بايع عليًا؟ قال: نعم (2)
,كما نص على بطلان ما يدعي من أنهما بايعا مكرهين، الإمام المحقق ابن العربي وذكر أن هذا مما لا يليق بهما، ولا بعلي، قال- رحمه الله-: فإن قيل بايعا مكرهين «أي طلحة والزبير»، قلنا: حاشا لله أن يكرها، لهما ولمن بايعهما ولو كانا مكرهين ما أثر ذلك، لأن واحد واثنين تنعقد البيعة بهما وتتم، وهذا اجتهاد مرود، ومن بايع بعد ذلك فهو لازم له، وهو مكره على ذلك شرعًا، ولو لم يبايعا ما أثر ذلك فيهما، ولا في بيعة الإمام، وأما من قال: يد شلاء وأمر لا يتم [3] , فذلك ظن من القائل أن طلحة أول من بايع ولم يكن كذلك، فإن قيل فقد قال طلحة: بايعت واللج على قفي! قلنا: اخترع هذا الحديث من أراد أن يجعل في (القفا) لغة (قفي)، كما يجعل في (الهوى) (هوي) وتلك لغة هذيل لا قريش [4] , فكانت كذبة لم تدبر، وأما قوله: (يد شلاء) لو صح فلا متعلق لهم فيه، فإن يدًا شلت في وقاية رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يتم لها كل أمر، ويتوقى بها من كل مكروه، وقد تم الأمر على وجهه، ونفذ القدر بعد ذلك على حكمه [5]. إن الروايات التي تقول بأن طلحة والزبير أكرهوا على البيعة باطلة [6] , وهناك روايات صحيحة أشارت - كما ذكرت - إلى بيعتهما لعلي رضي الله عنهم، وهناك رواية صحيحة أوردها ابن حجر (7)
, عن طريق [1] تاريخ الطبري (5/ 456) الانتصار للصحب والآل، ص (236).
(2) تاريخ الطبري (5/ 517) .. [3] إشارة إلى ما جاء في بعض الروايات: أن أول من بايع عليًا طلحة - رضي الله عنهما- وكان بيده اليمنى شلل، لما وقى بها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوم أحد، فقال رجل في القوم: أول يد بايعت أمير المؤمنين شلاء لا يتم هذا الأمر، تاريخ الطبري (5/ 457)، البداية والنهاية (7/ 237). [4] وقبل لغة طيء: ذكره ابن الأثير في النهاية (4/ 94) وكذلك اللج ليس من لغة قريش بل من لغة طيء، قال ابن الأثير: هو بالضم: السيف بلغة طيء، النهاية (4/ 234) وقيل: هو السيف بلغة هذيل وطوائف من اليمن، لسان العرب (2/ 354). [5] العواصم من القواصم ص (148، 149). [6] استشهاد عثمان ص (141).
(7) فتح البارى (13/ 38) ..
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 243