نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 170
ذاك أبو بكر الصديق إنه لما كان في يوم بدر وضعنا لرسول الله العريش [1] فقلنا: من يقم عنده لا يدنو إليه أحد من المشركين؟ فما قام عليه إلا أبو بكر، وإنه كان شاهرًا السيف على رأسه كلما دنا إليه أحد هوى إليه أبو بكر بالسيف، ولقد رأيت رسول الله وأخذته قريش عند الكعبة فجعلوا يتعتعونه ويترترونه [2] ويقول: أنت الذي جعلت الآلهة إلهًا واحدًا، فوالله ما دنا إليه إلا أبو بكر ولأبي بكر يومئذ ضفيرتان [3] , فأقبل يجأ [4] هذا، ويدفع هذا، ويقول: ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم .. وقطعت إحدى ضفيرتي أبى بكر، فقال على لأصحابه: ناشدتكم الله أي الرجلين خير، مؤمن آل فرعون أم أبو بكر؟ فأمسك القوم، فقال على: والله ليوم من أبى بكر خير من مؤمن آل فرعون، ذلك رجل كتم إيمانه فأثنى الله عليه، وهذا أبو بكر بذل نفسه ودمه لله [5].
رابعًا: اقتداء على بالصديق في الصلوات وقبول الهدايا منه:
إن عليًا رضي الله عنه كان راضيًا بخلافة الصديق ومشاركًا له في معاملاته وقضاياه، قابلاً منه الهدايا رافعًا إليه الشكاوي، مصليًا خلفه، محبًا له، مبغضًا من بغضه [6] , وشهد بذلك أكبر خصوم الخلفاء الراشدين، وأصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومن تبعهم بهديهم، وسلك مسلكهم، ونهج منهجهم [7] , فهذا اليعقوبي الشيعي الغالي في تاريخه يذكر أيام خلافة الصديق فيقول: وأراد أبو بكر أن يغزو الروم فشاور جماعة من أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقدموا وأخروا فاستشار على بن أبى طالب فأشار أن يفعل، فقال: إن فعلت ظفرت؟ فقال: بشرت بخير، فقام أبو بكر في الناس خطيبًا، وأمرهم أن يتجهزوا إلى الروم، وفي رواية: سأل الصديق عليًا كيف ومن أين تبشر؟ قال: من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حيث سمعته يبشر [1] العريش: ما يستظل به وجمعه عروش وعُرش. [2] يترترونه: الترترة: تحريك الشيء. [3] ضفيرتان: عقيصتان. [4] يجأ: الوجأ: اللكز. [5] المستدرك (3/ 67) صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاء ووافقه الذهبي. [6] الشيعة وأهل البيت، إحسان إلهي ظهير: ص (69). [7] الشيعة وأهل البيت إحسان إلهي ظهير: ص (69).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 170